عبد القادر كتـرة
في عملية نوعية، نجحت مؤخرا القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة المرابطة بالحدود المغربية الجزائرية، وبالضبط بدوار اولاد العباس بعمالة وجدة أنجاد، في إحباط محاولة لتهريب طائر الحسون المحمي وطنيا ودوليا وحجز 5000 طائر من هذا النوع.
هذا العدد الكبير من طائر الحسون كان مكدسا في عدد من الأقفاص الخشبية الضيقة غير الملائمة وفي ظروف صعبة ووحشية الأمر الذي أدى إلى تفوق حوالي 300 طائر.
وعلى إثره، وفي نفس اليوم تدخلت فرقة الدرك الملكي بعمالة وجدة أنجاد، ورئيس المنطقة الغابوية وجدة، ورئيس المنطقة الغابوية عين ألمو ،ومهندس من المديرية الإقليمية للمياه والغابات بوجدة، ورئيس الموقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية لملوية،ورئيس الجمعية الوجدية لأصدقاء الطيور، نائب رئيس الجامعة المغربية لعلم الطيور والكاتب العام لعصبة الشرق الطيور، للإشراف على عملية إطلاق سراح طيور الحسون قرب مصب نهر ملوية.
وقد تم فتح تحقيق لتحديد مصدر هذا العدد من الطائر الحسون، والكشف عن الشبكة التي تتاجر بطريقة غير مشروعة في هذا النوع من الطيور، بعد أن تم حجز الآلاف منها نتيجة تنامي ظاهرة تهريب هذا الطائر الجميل إلى الجزائر التي تمنع اصطياده.
الجمعية الوجدية لأصدقاء الطيور نوهت بنجاح العملية وثمنت المجهودات الجبارة التي يبذلها رجال القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والدرك الملكي والمديرية الإقليمية للمياه والغابات بوجدة من أجل الحد من الصيد العشوائي المفرط الذي يتعرض له طائر الحسون المغربي.
وتقوم المصالح المعنية بمجهودات معتبرة لمحاربة عمليات تهريب هذا الطائر الذي بدأ ينقرض من غابات الجهة الشرقية التي كانت إلى عهد قريب تعد ملاذا له ومرتعا لتوالده وتكاثره، قبل أن يتدخل المهربون الجشعون لاصطياده بطرق عشوائية وتهريبه إلى الجزائر بشكل غير قانوني، بل قد يصل تهريبه إلى تونس ليباع بأسعار أكثر.
ولضمان بقاء هذه الطيور قيد الحياة ، تقوم مصالح مديرية المياه والغابات بإطلاق الطائر المحجوز بمنطقة تقع على مقربة من وادي ملوية، مع الإشارة إلى أن هذا الطائر تم تصنيفه خلال موسم 2010/2011 من طرف المندوبية السامية ضمن الحيوانات المحمية.
يؤكد بعض هواة تريبة الطيور أن طائر الحسون يتعرض لإبادة نتيجة الصيد العشوائي واستغلاله في عمليات تهريب عبر الشريط الحدودي إلى القطر الجزائري ومنه لبعض دول المشرق ولم يعد له وجود في هذه الجهة، “إن طير الحسون نقص عدده بشكل مخيف ومثير وخطير يهدد بانقراضه بالجهة الشرقية بنسبة تفوق 85% أو أكثر بسبب الصيد العشوائي وتهريبه إلى الجزائر…”، يقول خليد بضياف رئيس الجمعية الوجدية لأصدقاء الطيور الكاتب العام لعصبة الشرق لهواة الطيور ونائب رئيس الجامعة المغربية لعلم الطيور.
وقفز ثمن الطير الواحد في أسواق الجهة الشرقية والمغربية، من 50 دراهم إلى 100 درهما فأكثر بالنسبة للغريد وأصبح صيد طائر الحسون يُدِرُّ أرباحا هائلة على أصحابها، فكثر الصيادون الذين فاق عددهم ال200 وتعددت وسائل صيده الخطيرة والوحشية وتواصلت مطاردته إلى أن قلّ عدده بالمنطقة خصوصا أن الصيد أصبح عشوائيا ولا تحترم فيه حتى فترة التوالد واتجه إلى الانقراض. ونتيجة لهذا الوضع أصبح الصيادون يلاحقونه بالأقاليم الأخرى المجاورة بالناظور وبالحسيمة وتازة ولا يعرف متى وكيف ستنتهي هذه المطاردة الغير المتكافئة.
بعض المهربين الذين يتنقلون إلى مدينة مغنية الحدودية على بعد حوالي 20 كلم من مدينة وجدة، يشترون الطائر الواحد بـ100 درهم ، ليتم نقل الطيور في أقفاص إلى العاصمة الجزائرية وهناك تباع بأسعار لا تقل عن 12000 دينار جزائر (900 درهم) للطائر الواحد.
وخلفت عمليات حجز طائر الحسون والمجهودات المبذولة من أجل محاربة ظاهرة تهريبه، ارتياحا لدى أعضاء مكتب عصبة الشرق وأعرب خالد بضياف الكاتب العام لعصبة الشرق لهواة الطيور عن استعداد أعضائها لأي تعاون من شأنه المساهمة في حماية طائر الحسون من عملية الإبادة والتهريب التي يتعرض لها نحو القطر الجزائري.
وتقوم عصبة الشرق لهواة الطيور بتنسيق مع الجمعية الوجدية لأصدقاء الطيور بحملات تحسيسية منتظمة بالجهة الشرقية من أجل التوعية بضرورة الحفاظ على الطيور المهددة بالصيد العشوائي المفرط خاصة طائر الحسون والصقور، كما تقوم بزيارات تفقدية لمحمية واد ملوية بتنظيم مسابقات رياضية مع جمعية أصدقاء البحر وجمعية الأصالة والبيئة للمدينة القديمة بشاطئ رأس الماء.