نورالدين زاوش: عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة
منذ أن بدأ الإنسان الاشتغال على علم الرياضيات، ومنذ أن أصبح مولعا بالعد والحساب، كان العدد Pi (الذي يميز الدائرة) على رأس الإشكاليات التي شغلت باله وقضّت مضجعه، فعمل جاهدا على فك رموزه وحل طلاسمه قرنا بعد قرن، وجيلا بعد جيل، وما زال لحد كتابة هذه السطور مشدوها بجماله ومعجبا بأسراره وحائرا في ملكوته.
لقد وجد العلماء أن العدد Pi يظهر في الشكل الحلزوني لذرات ADN، وفي أطوال الأنهار، وإبرة « bouffon »، وفضاء « Mondel broat »، وفي تردد حركة الأجسام، ويظهر بشكل مفاجئ وغير متوقع في علم الاحتمال، حتى كاد لا يخلو مجال من المجالات إلا وتفاجأ الباحثون بِطَلَّته البهية وسحره الأخّاذ؛ مما حذا بأحد علماء الرياضيات المتطرفين لأن يصفه بكونه اللوح المحفوظ الذي يحوي ألغاز الكون وأسرار الماضي والمستقبل.
إلا أن أول ظهور للعدد Pi في عالم السياسة كان في آخر انتخابات أجريت في الجزائر، حيث اقتربت نسبة المشاركة من 3.14%، فدخلت هذه الانتخابات كتاب جينيس للأرقام القياسية، وصارت بذلك إحدى عجائب الدنيا في العصر الحديث؛ ربما لهذا السبب لا يمل المسؤولون الجزائريون من التأكيد على أن الجزائر قوة ضاربة؛ ورغم تسخير النظام لإمكانياته الإعلامية الضخمة من أجل التستر على هذه النسبة المخزية إلا أنها باءت جميعها بالفشل؛ حتى علَّق أحد الظرفاء الجزائريين على هذه المهزلة “الديمقراطية” بأن ساكنة منطقة “لَقْبَايل” ما زالت تحت وطأة الصدمة حينما شوهدت امرأة في يوم الانتخابات وهي تلج مكتب التصويت. ودعا آخر ربه: “اللهم إني جزائري وأنت أرحم الراحمين”.
من الطبيعي أن تأكل البغضاء أفئدة المسؤولين الجزائريين؛ أو بالأحرى تأكل ما فضل منها، ومن العادي جدا أن يبلغ بهم الحقد مبلغه؛ فأينما ولووا وجوههم شطر المغرب إلا ووجدوا ما يحزنهم ولا يسرهم، ومن أية زاوية نظروا من خلالها إليه، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، لم يجدوا إلا ما يثلج صدر الصديق ويفقأ عين الحسود، وآخرها الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية الأخيرة، والتي تصدرت أقاليمنا الجنوبية الصدارة في نسبة المشاركة فيها، وكأنها استفتاء شعبي واسع تمَّ تحت أعين العالم.
عقود طويلة والشعب الجزائري يدور في حلقة دائرية مُفرغة، ولم يظهر إلاّ الآن العدد المبجل Pi الذي يحدد محيط هذه الدائرة ومساحتها، وهو فأل خير يحمل في طياته إشارة خفية لقرب انتهاء الكابوس وسقوط الصنم، وبسقوطه سيُبْنى المغرب العربي من جديد، وسيعود الشعب المحتجز لوطنه الأم، وستشرق شمس الحرية على الشعب الجزائري العظيم.
نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة
منذ أن بدأ الإنسان الاشتغال على علم الرياضيات، ومنذ أن أصبح مولعا بالعد والحساب، كان العدد Pi (الذي يميز الدائرة) على رأس الإشكاليات التي شغلت باله وقضّت مضجعه، فعمل جاهدا على فك رموزه وحل طلاسمه قرنا بعد قرن، وجيلا بعد جيل، وما زال لحد كتابة هذه السطور مشدوها بجماله ومعجبا بأسراره وحائرا في ملكوته.
لقد وجد العلماء أن العدد Pi يظهر في الشكل الحلزوني لذرات ADN، وفي أطوال الأنهار، وإبرة « bouffon »، وفضاء « Mondel broat »، وفي تردد حركة الأجسام، ويظهر بشكل مفاجئ وغير متوقع في علم الاحتمال، حتى كاد لا يخلو مجال من المجالات إلا وتفاجأ الباحثون بِطَلَّته البهية وسحره الأخّاذ؛ مما حذا بأحد علماء الرياضيات المتطرفين لأن يصفه بكونه اللوح المحفوظ الذي يحوي ألغاز الكون وأسرار الماضي والمستقبل.
إلا أن أول ظهور للعدد Pi في عالم السياسة كان في آخر انتخابات أجريت في الجزائر، حيث اقتربت نسبة المشاركة من 3.14%، فدخلت هذه الانتخابات كتاب جينيس للأرقام القياسية، وصارت بذلك إحدى عجائب الدنيا في العصر الحديث؛ ربما لهذا السبب لا يمل المسؤولون الجزائريون من التأكيد على أن الجزائر قوة ضاربة؛ ورغم تسخير النظام لإمكانياته الإعلامية الضخمة من أجل التستر على هذه النسبة المخزية إلا أنها باءت جميعها بالفشل؛ حتى علَّق أحد الظرفاء الجزائريين على هذه المهزلة “الديمقراطية” بأن ساكنة منطقة “لَقْبَايل” ما زالت تحت وطأة الصدمة حينما شوهدت امرأة في يوم الانتخابات وهي تلج مكتب التصويت. ودعا آخر ربه: “اللهم إني جزائري وأنت أرحم الراحمين”.
من الطبيعي أن تأكل البغضاء أفئدة المسؤولين الجزائريين؛ أو بالأحرى تأكل ما فضل منها، ومن العادي جدا أن يبلغ بهم الحقد مبلغه؛ فأينما ولووا وجوههم شطر المغرب إلا ووجدوا ما يحزنهم ولا يسرهم، ومن أية زاوية نظروا من خلالها إليه، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، لم يجدوا إلا ما يثلج صدر الصديق ويفقأ عين الحسود، وآخرها الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية الأخيرة، والتي تصدرت أقاليمنا الجنوبية الصدارة في نسبة المشاركة فيها، وكأنها استفتاء شعبي واسع تمَّ تحت أعين العالم.
عقود طويلة والشعب الجزائري يدور في حلقة دائرية مُفرغة، ولم يظهر إلاّ الآن العدد المبجل Pi الذي يحدد محيط هذه الدائرة ومساحتها، وهو فأل خير يحمل في طياته إشارة خفية لقرب انتهاء الكابوس وسقوط الصنم، وبسقوطه سيُبْنى المغرب العربي من جديد، وسيعود الشعب المحتجز لوطنه الأم، وستشرق شمس الحرية على الشعب الجزائري العظيم.
نورالدين زاوش: عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة