عبد القادر كتــرة
أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء الماضي، أدرجت الجزائر على لائحة مؤقتة للدول “تحت المراقبة” بسبب ما أسمته “انتهاكات جسيمة للحرية الدينية”، حيث جاء ذلك في بيان صادر عن وزير الخارجية الأمريكي “بلينكن”، الذي قال: “إن الولايات المتحدة تضع الجزائر إلى جانب جزر القمر وكوبا ونيكاراغوا، في قائمة المراقبة الخاصة للحكومات التي شاركت في “انتهاكات جسيمة للحرية الدينية” أو تغاضت عنها”.
موقف الولايات المتحدة الأمريكية اتهام صريح بأن النظام الجزائري يساهم في تلك الجرائم…، والوزير الأمريكي أكد أن الولايات المتحدة لن تتنازل عن التزامها بالدفاع عن حرية الدين أو المعتقد للجميع وفي كل بلد.
وسبق لأعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي أن نددوا، خلال منتصف سنة 2021، في رسالة موجهة لوزارة الخارجية الأمريكية بانتهاكات الحرية الدينية في الجزائر، وراسل خمسة أعضاء من مجلس الشيوخ الامريكي وزارة الخارجية، وهم الجمهوريان “ماركو روبيو” و “توم تيليس” والديمقراطيون “تيم كين” و”كوري بوكر” و”بن كاردان”، حيث طالبوا من الوزير الأمريكي اتخاذ إجراءات ضد المعاملة التمييزية تجاه أعضاء الأقليات الدينية في الجزائر، بما في ذلك المسيحيين البروتستانت والطائفة الأحمدية.
جاء هذا بعد مقتل المواطنة جوليان سيلفانا الإيطالية التي أعلنت إسلامها، المقيمة بحي 1200 مسكن بولاية باتنة بالجزائر.
جريمة قتل المواطنة جوليان سيلفانا الإيطالية المقيمة بحي 1200 مسكن، قبل أسبوع، تورط فيها ستة شبان، كانوا انتحلوا صفة أعوان مصالح الجزائرية للمياه من خلال لباس خاص وحملهم لبعض الحقائب زاعمين القيام بدورية خاصة، للدخول لمنزل الضحية البالغة من العمر 64 سنة، بهدف سرقة مبالغ مالية اعتقادا بوجود مبالغ مالية من العملتين الوطنية والصعبة.
الضحية الإيطالية المسلمة رحّبت بهم وحاولت مساعدتهم على القيام بعملهم، قبل أن تتحول عملية السطو إلى جريمة شنعاء، بعد تكميم فم الضحية وتقييدها، حسب تفاصيل الجريمة التي تم نشرها في الصحف الجزائرية.
وتوصلت مصالح الشرطة إلى قرائن تم إثرها توقيف عدد من المتورطين الذين اقتنوا ألبسة وأغراضا أخرى جديدة من الأسواق ما دفع للاشتباه بأنها من عائدات السرقة.
يذكر أن المواطنة الإيطالية متزوجة من جزائري ولها ابنان، واعتنقت الإسلام منذ فترة طويلة وفضلت الاستقرار بمدينة باتنة دون العودة إلى إيطاليا، وكانت تتمتع بطيبة وأخلاق عالية، ما جعلها محبوبة من جيرانها وكل من تعرف عليها، وكان الجميع يتابع تشبثها بالتقاليد الأوراسية وحبها لطبيعتها.
وتوفيت الضحية، بحسب المحيطين بها وهي صائمة، علما أن الجريمة هزت سكان عاصمة الأوراس الذين استنكروا العملية وطالبوا بتسليط عقوبات مشددة على الفاعلين.
جريمة ترتكب قبل أيام قليلة من وفاة الراهب الفرنسي جون بيير شوماشير (96 عاما) والناجي الوحيد من مجزرة “رهبان تيبحيرين” بالجزائر عام 1996، التي أعلن عنها ، الاثنين22 نونبر 2021 .
الراهب الفرنسي ، كان قد قبَّل يده بابا الفاتيكان بكتدرائية القديس بيير بالرباط أثناء زيارته للمغرب سنة 2019. وكان الراهب بيير يعيش بمدينة ميدلت ، وبالضبط بمنطقة “آيت يافلمان” بدير “سيدة الأطلس” (Notre-Dame de l’Atlas) برفقة رهبان آخرين.
يذكر أن مذبحة تيبحيرين وقعت عام 1996، في دير تيبحيرين في الجزائر، خلال “العشرية السوداء” ، حيث قامت جهة مسلحة مجهولة باقتياد سبعة رهبان من الدير وتصفيتهم، فيما نجا منها “جون بيير”.
ولقي رجال الدين المسيحيين الـ19 وبينهم رهبان تيبحيرين السبعة، في الجزائر، حسب وكالة فرنس بريس للأنباء، حتفهم خلال ما يعرف بـ”العشرية السوداء” في تسعينات القرن الماضي. وستحصل مراسم التطويب في وهران شمال غرب البلاد.
وبين هؤلاء الرهبان نجد الآباء البيض الأربعة (جمعية الآباء البيض) والذين قتلوا في 27 دجنبر 1994، في ديرهم في تيزي وزو بمنطقة القبائل في الجزائر.
وهؤلاء المبشرون الأربعة هم الفرنسيون جان شوفيار (69 عاما) وآلان ديولانغار (75 عاما) وكريستيان شيسيل (36 عاما) والبلجيكي شارل ديكير (70 عاما). وكانوا ينتمون إلى “بعثة التبشير الأفريقية” التي تأسست في الجزائر في 1868.
وإلى جانب الآباء البيض الأربعة، استنادا إلى نفس المصدر الفرنسي، قتل رهبان تيبحيرين السبعة في ليل السادس والعشرين إلى السابع والعشرين من مارس 1996، بعد أن تم خطفهم من ديرهم “سيدة الأطلس” في تيبحيرين الواقعة على مرتفعات ولاية المدية (جنوب العاصمة)، على بعد ثمانين كيلومترا جنوب غرب العاصمة الجزائرية.
وهؤلاء الرهبان هم كريستيان دو شيرجيه (59 عاما)، ولوك دوشييه (82 عاما)، وبول فافر ميفيل (56 عاما)، وكريستوف لوبروتون (45 عاما)، وميشال فلوري (51 عاما)، وسيليستان رينجار (62 عاما) وبرونو لومارشان (66 عاما).
وأثارت شهادات شكوكا في الرواية الرسمية الجزائرية بشأن ارتكاب الإسلاميين للجريمة. وبحسب تلك الشهادات، هناك روايات أخرى تحمل على الاعتقاد بوجود خطأ ارتكبه الجيش الجزائري، أو بحصول تلاعب من جانب الأجهزة العسكرية لتشويه سمعة الإسلاميين.
وفي الفاتح من غشت 1996، قتل المونسنيور بيار كلافري، أسقف مدينة وهران الذي كان ينتمي إلى رهبنة الدومينيكان، مع سائقه الجزائري في غرب الجزائر، إثر تفجير قنبلة عن بعد، بعد دخوله مقر الأسقفية. وكان عائدا من الجزائر العاصمة بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي إيرفيه دو شاريت.
وكان المونسينيور كلافري (58 عاما) يحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية، وكان من أشد المدافعين عن التقارب الإسلامي المسيحي والجزائري الفرنسي ومعارضا للتعصب.
وفي الثامن من مايو 1994، قتل في حي القصبة في العاصمة الجزائرية الراهب الفرنسي هنري فيرجيس (63 عاما) والراهبة الفرنسية بول هيلين سان ريمون (67 عاما) اللذان كانا يديران مكتبة الأسقفية في الحي، وكانا أول من قتلوا من الضحايا الـ19 من رجال الدين والراهبات خلال العقد الأسود في الجزائر.
وفي 23 أكتوبر، قتلت الراهبتان الإسبانيتان إيستير بانيغوا ألونسو (45 عاما) وكاريداد ألفاريز مارتان (61 عاما) بالرصاص بينما كانتا متوجهتين للصلاة في كنيسة في حي باب الواد الشعبي في العاصمة.
في الثالث من شتنبر 1995، قتلت الراهبتان المالطية أنجيل ماري (جان ليتلجون، 61 عاما) والفرنسية بيبيان (دينيز لوكلير، 65 عاما)، بالرصاص في طريق عودتهما من الصلاة في حي بلكور الشعبي في العاصمة.
وفي العاشر من تشرين نونبر 1995، قتلت الراهبة الفرنسية أوديت بريفو (63 عاما) في اعتداء في حي القبة في الجزائر العاصمة.
وإلى اليوم لم يتم التوصل الى معرفة من هي الجهة التي قتلت الرهبان فهناك من يتهم الجماعات الاسلامية بقتلهم واخرون وجهوا التهمة الى رجال الجيش الشعبي الجزائري بانهم من ارتكبوا تلك المجزرة عن طريق الخطأ ، وآخرون يحملون السياسة الفرنسية مسؤولية ما جرى ولكن هذا الملف لم يقفل ففرنسا ما تزال تعمل على كشف تفاصيل هذه القضية : لمعرفة من القاتل والاسباب التي دفعت المجرمين الى قتلهم وهل هو لأسباب دينية ام لأسباب سياسية ؟