منير حموتي
تعيش مدينة وجدة على وقع انعدام المراحيض العمومية، الشيء الذي يدعو إلى القلق وسط سكان المدينة وزوارها، ما يجعل العديد من المواطنين في كثير من الحالات أمام معاناة لقضاء حوائجهم البيولوجية.
مدينة توسعت، وهدمت بعض المراحيض التي كانت موجودة في كل من ساحة جدة، وبالقرب من الباب الثاني لمدخل باب سيدي عبد الوهاب، وكانت هذه المراحيض عبارة عن مرافق صحية مجهزة، لكن سرعان ما تم التخلص منها، ولم يعد لها أثر.
إن مشكل غياب المراحيض العمومية يدفع الكثير من المواطنين للبحث عن منافذ معينة لقضاء حاجاتهم البيولوجية، مما يؤدي إلى انبعاث روائح نتنة تزكم أنوف المارة على مستوى جل شوارعها، وبالتالي يسيء إلى سمعتها كمدينة ألفية، يعول عليها في استقطاب المزيد من السياح داخليا وخارجيا، وكذا الإقبال المتزايد عليها من قبل المستثمرين الأجانب.
هذا الوضع قد يبدو عاديا في نظر البعض، إلا أنه يشكل حجرة عثرة أمام مشاريع مهمة، ولعل من أبرز الأمثلة هو حرمان مدينة طنجة في وقت سابق من احتضان المعرض الدولي لسنة 2012، والذي يدخل في إطار التظاهرات الدولية التي تحتاج إلى بنية تكون في مستوى الحدث، وتلبي حاجيات كل الفئات المدعوة .
واستحضارا لأمثلة تعد حالة كارثية بقلب مدينة وجدة، وبالضبط الأزقة المتفرعة عن شارع محمد الخامس، والمؤدية إلى مقر ولاية أمن وجدة، وخلف مخبزة “لاديفونس” التي تحولت إلى محج يومي للعشرات الذين يتبولون في المكان، فوق الجدران، دون مراعاة خدش السلوك العام، في مشهد أقرب إلى البهائم، نظرا لطبيعة المكان الذي يعرف حركة كبيرة للناس، الذين يقصدون شارع محمد الخامس.
وفي ظل ما تعاني منه المدينة بسبب هذا المشكل، تجد في بعض الأحياء عبارات مكتوبة فوق الجدران وأماكن محددة: “ممنوع التبول هنا يا حمار”، وغيرها من التعابير على شكل شتائم للتحذير من مغبة التبول في المكان، غير أنها تبقى أماكن مفضلة لعملية التبول الجماعي، وقضاء الحاجات الطبيعية، بسبب غياب المراحيض العمومية.
هذا، وتجدر الإشارة، إلى أن بعض المدن المغربية كالدار البيضاء عرفت تجارب متعلقة بالمراحيض المتنقلة، حيث قامت السلطات المحلية بعملية توزيع مراحيض عمومية متنقلة، في أبرز شوارع المدينة، وهو إجراء من بين الحلول المطروحة للمساهمة في رقي المشهد العام والحفاظ على البيئة .
وتكشف هذه التجربة أن الكلفة الاقتصادية لهذه المراحيض المستوردة من دول أسيوية تظل كلفتها في المتناول، نظرا لسعرها المناسب، حيث من شأنها المساهمة بشكل كبير في الحد من انتشار الروائح، والحفاظ على مكانة بعض الأمكنة كالأسوار التاريخية التي يحج إليها الناس من كل صوب وحدب، كلما بحثوا عن مكان لقضاء حاجتهم البيولوجية.
وهناك حل آخر يتمثل في بناء مراحيض عمومية، في إطار ما يروج بشأن إعادة تهيئة بعض الساحات العمومية بوجدة.