بقلم ذة. سعيدة الرغيوي
طفَى إلى ٱلسّطحِ في غمرة ٱلْحملة ٱلْانتخابية ٱلّتِي نعيش على وقعها هاته ٱلْأيام، مصطلح “فاعل جمعوي/ فاعلة جمعوية”.. هذا ٱلْأخير صار مهنة من لا مهنة له.. تطالعك ٱللّوائح صعوداً وهبوطاً بمرشحين ومرشحات ٱرتأوا لسيرهم ٱلذّاتية هذا ٱلتّوصيف.. وكما لايخفى عشنا على وقع ظاهرة تناسلِ ٱلْجمعيات منذ عقود من ٱلزّمَنِ حتى بتنا نعجزُ عن إحصاء عددها وصفاتها ومهامها ووظائفها وأهدافها داخل ٱلْمجتمع..
وكما لا يخفى على أحدٍ صفة ٱلْمجتمع ٱلْمدني، ٱختلط فيها ٱلْحابلُ بٱلنّابل، لٱنتفاء فعل ٱلتّطوع ٱلذي وجدت هذه ٱلْأخيرة لأجله..
بين عشية وضحاها، تتناسل جمعيات تحت مسميات عدة وتتخذ شعارات ٱجتماعية وثقافية ورياضية وتربيوية…و..و…و ..الخ.. حتى بتنا لا نميزُ جمعية عن أخرى..
وٱلْيوم نعيش هذه ٱلْموضة ٱلْجديدة ..وتطرح بهذا ٱلصّدد مجموعة من ٱلتساؤلات:
– أين نحن من ٱلْفعل ٱلْجمعوي ٱلْجاد؟
– لماذا لم تغطي هذه ٱلْجمعيات ٱلْهشاشة ٱلْإجتماعية ٱلتي يعيشها ٱلْأفراد وٱلْجماعات؟
– أين ٱنتفى فعل ٱلتّطوع إذا ما علمنا أن جُلّ ٱلْجمعيات أسُّهَا ٱلتَّطوع في مختلف ٱلْمجالات وٱلْمناحي ٱلْحياتية..؟
– هل يعي ٱلشباب عمق ٱلْمسؤولية ٱلْملقاة على عاتقه في خضم زوبعة من ٱلتناقضات وٱلْخضات ٱلْاجتماعية ٱلتي تعصِفُ به وبمستقبله؟
– هل يتحول ٱلْجمعوي إلى فاعل جمعوي حقيقي يقود قاطرة ٱلتنمية؟ أم هي مجرد شعارات لحظية موسمية ترفعها ٱلْأحزاب إلى حين حصولها على ٱلْمُبتغى؟ وبين واقع حقيقي وواقع مأمولٍ نعيش زوبعة ٱلْانتظار.. فعسى رياح ٱلتّغيير تأتي بٱلْجديد أو على ٱلْأقلِّ يتحقّقُ فعل ٱلْكينونة ويخرج من ٱلْوجود بٱلْقُوّةِ إلى ٱلْوُجُودِ بٱلْفِعْلِ!