تأليف المبدع ذ. الحسن مختاري
على طاولة الدردشة توجد قنينة زجاج، هذه القنينة قد تنسب إلى عصر ماضي لأن الزجاج خرج عن لونه الأصلي… القنينة بها خدوشات إذا ما حدقت فيها العين طويلا وبتركيز الرؤية 10/10 تبدو من وشم إنسان كان قصده أنا ميت… يا للغرابة! حي ميت!
منذ الوهلة الأولى لا تعرف القنينة بما هي ممتلئة ولا يهم هذا في هذه التغريدة التي هي تسكن في قبور…
فجأة انكسر الزجاج وأصبحت القنينة في يتم!
الطاولة محاطة بكراسي منها ما هو مستعمل ومنها الفارغ… ألقيت رجلي اليمنى على كرسي غير معتمد في الجلسة بُغْيَةَ دورة دموية سهلة وسليمة، الأمر كارثي لأن النقاش فيه طبقات مقبرة العادات والتقاليد، مقبرة طقوس أساس حضارة مشتبه فيها…
حاولتُ جمع شتات الزجاج المنكسر حتى تصبح الطاولة نظيفة وتعود إلى أناقتها وتستعمل كل الكراسي الفارغة، لكن القنينة كانت سباقة في التأثير ودفعت الدردشة إلى الغليان…
المقبرة طبقات في الفهم والاستيعاب… طبقات في الحياء والوقاحة… طبقات غير منسجمة…
عادت الطبقات سوداء… ارتدت لباسا أسود في محاولة تذكر الذكريات الجميلة… الطبقات دخلت في صراع أمرا وليس فضلا منها… صراع البقاء… السفر إلى مضامين الطاولة أصبح مقعدا والغاية هو أن المقبرة خالية من الأنقياء والأتقياء…
حضرت السيدة المكنسة لتقوم بدورها المتفق عليه… تكنس وسخ دردشة الطاولة المبطولة… المكنسة ولأنها من صلب النظافة، بصوت حنين، أطلقت قهقهات وحينها صمتت… ستغادر المسكينة المكنسة القبور…
وداعا إلى دار البقاء!