عبد الحفيط بوبكري
على إثر الحادث المأساوي الأخير الذي عرفته مدينة فكيك أيام عيد الأضحى المبارك بوفاة شاب يبلغ من العمر 19 عامًا في المركز الصحي بفجيج “المستعجلات الطبية للقرب”، في غياب طبيب مداوم، وقيام سكان المدينة بوقفة احتجاجية على تردي الوضع الصحي بفكيك، راسلت فيدرالية جمعيات فجيج بفرنسا وزير الصحة المغربي، عبرت فيها عن أسفها الشديد لما حدث، ونددت بالنقص الذي يعرفه المركز الصحي في الطاقم الطبي، وفي بعض الأحيان غياب الأطباء كما حدث أيام العيد الذي تعرف فيه فكيك توافد العديد من أهاليها من داخل الوطن وخارجه لقضاء عيد الأضحى مع الأهل والأحباب، الشيء الذي يستدعي تعزيز الطاقم الطبي والتمريضي وليس التقليص منه.
وذكرت الفيدرالية بالمجهود الذي قامت به مجموعة من المحسنين وفعاليات المجتمع المدني، مكونة من مائة طبيب من فجيج، بتجديد هذا المركز الصحي مؤخرًا، وتجهيزه بمعدات الأشعة الرقمية الحيوية، ومختبر التحاليل، وأسرّة التوليد المجهزة بأجهزة مراقبة الأجنة والأمهات لضمان بعض الخدمات الصحية الأساسية للفئة السكانية التي يزيد عددها عن 10،000 نسمة، في مركز صحي يبعد أكثر من 100 كيلومتر عن أقرب مستشفى ببوعرفة، وتساءلت عن استدامة هذه الأعمال الإنسانية والتضامنية ومراقبتها لسكان فجيج في ظل افتقار المركز إلى طاقم طبي وتمريضي قادر على إنجاح هذه التحديات.
وأوضحت الفيدرالية أن هذا النقص في الخدمات الصحية هو مصدر نزوح السكان إلى وجدة ومدن أخرى بحثا عن التطبيب في ظروف تراعى فيها الكرامة الإنسانية على الأقل في أدنى مستوياتها، كما ذكرت الفيدرالية بالحالات التي تتكرر كل سنة في وفاة النساء المقبلات على الولادة، وحالات حوادث السير، والحالات الحرجة، إضافة إلى الحديث عن مستشفى صغير في طور البناء بفكيك لمدة أكثر من خمس سنوات ولم ير النور بعد.
وصلة بالموضوع، قام ممثلون عن مكتب جمعية القطب الصحي بفكيك بعقد لقاء بالرباط مع وزير الصحة يوم 04 غشت الجاري، طرحوا فيه من جديد المأساة التي يعيشها الوضع الصحي بفكيك، وتقدموا بمبادرات في الموضوع ارتباطا بمشروع القطب الصحي بفكيك، وبملف مطلبي يرتكز على حلول عملية وواقعية للخروج من أزمة الخدمات الصحية إلى تطويرها لما فيه مصلحة السكان، وجعلهم يطمئنون على صحتهم، وضمان استقرارهم في مدينتهم.
وتؤكد المؤشرات أن وزير الصحة تفاعل إيجابا مع مطالبهم المقبولة، وتبقى الأيام القادمة كفيلة باختبار جدية الوزارة في إخراج التزاماتها إلى الوجود، وخاصة تحسين أداء المديرية الإقليمية لوزارة الصحة بإقليم فكيك التي وجهت إلى مديرها عدة انتقادات في تدبير العنصر البشري بالمركز الصحي المعني، والذي تسبب في معاناة كثيرة لسكان المدينة.