منتدى مغرب المستقبل- حركة قادمون وقادرون سابقا: بيان الرؤية وإعلان جرسيف
في إطار الجهود المتواصلة لإعداد وتأهيل جيل جديد من الأفكار والتطلعات على العديد من الأصعدة والمجالات، ومن أجل الاستشراف ورسم السيناريوهات المستقبلية، دشن منتدى مغرب المستقبل- حركة قادمون وقادرون سابقا-، مرحلة جديدة بآمالها وأهدافها وطريقة تفكيرها، بنخبها وقياداتها، كانت انطلاقتها من دار الطالب بمدينة جرسيف، يوم الأربعاء 7 يوليوز 2021، من خلال استعراض مشروع الخطة الاستراتيجية الوطنية 2021 / 2023 ، تحت إشراف رشيد بلخوخ، عضو المكتب التنفيذي، واللجنة الإقليمية لجرسيف المستقبل، بحضور ثلة من نشطاء وناشطات المنتدى، أتوا من مختلف ربوع الوطن (الدار البيضاء، الرباط، سلا، تمارة، مكناس، فاس، صفرو، الحاجب، ايموزار كندر، تاونات..).
ويندرج هذا اللقاء في إطار منظومة الخطط الاستراتيجية التي تبناها المنتدى/ الحركة، منذ نشأته سنة 2017 بإفران، والتي كانت قد توجت بالخطة الوطنية الاستراتيجية الأولى 2018 / 2021، التي تم الإعلان عنها عام 2018، حيث أسفرت عن مذكرة تحت عنوان: “النموذج التنموي الجديد رهين بمناهضة التفاوت الاجتماعي”، سلمت لمختلف القطاعات الحكومية، والمجالس الترابية الجهوية، وللجنة النموذج التنموي الجديد.
وقد برزت الحاجة الملحّة إلى إصدار الخطة الوطنية الاستراتيجية الثانية 2021 / 2023 كحاجة مستقبلية واستشرافية إثر انبثاق العديد من الديناميات الجديدة خلال الأربع سنوات الماضية، أثمرت عدة تجارب متنوعة على المستوى الميداني والفكري والبحثي والإشعاعي (ندوات فكرية، ثقافية واجتماعية)؛ فكان من أبرزها مشروع الطريق الرابع، إلى جانب المساهمة في خلق شبكة نساء مواطنات، والائتلاف الديمقراطي الحداثي (إلى جانب حركات المبادرات الديمقراطية وجبهة القوى الديمقراطية)، وتشجيع وتبني العديد من المشاريع المدنية والحقوقية والثقافية مع جمعيات منضوية تحت لواء المنتدى، أو شريكة وصديقة للمنتدى في العديد من الديناميات على الصعيد الوطني والدولي.
وفي سياق تجميع كل خلاصات ندوات الأوراش السبعة المفتوحة لدى أقطاب منتدى مغرب المستقبل، التي تتوزع على مختلف مناحي الحياة، من السياسي إلى الاجتماعي إلى الاقتصادي إلى الفكري والثقافي والتربوي والإيكولوجي والبيئي، كانت مدينة جرسيف حاضنة للندوة الوطنية الثانية لهذه المشاريع، لاستعراضها ونقاشها والتداول في مضامينها، وطرح أسئلتها لتكريس مدرك المستقبل في لقاء مفتوح، على أمل طرحها في ندوة صحفية بالرباط في الأيام القادمة لإطلاع عموم الرأي العام عليها داخل المغرب وخارجه، وعرضها على منتجي الرؤى والأفكار، من أجل تكوين نخبة علمية فاعلة في المجال الاستشرافي تشرف على إخراج خطة العمل الاستراتيجية 2021 / 2023 وتنزيلها على أرض الواقع، ساعيًة إلى توجيه هذا الجهد النضالي والمعرفي والعملي للمساهمة في بلورته وتراكمه وتكامله؛ فليس المستقبل مكانًا نذهب إليه، بل ما نصنعه نحن باستمرار.
* افتتاح اللقاء:
1– بعد كلمته الترحيبية باسم منتدى مغرب المستقبل، ذكر رشيد بلبوخ برؤية المنتدى، وبأسسه الفكرية وبتراكماته النضالية كمنتدى عابر للأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني، كما استعرض في كلمته دواعي مشاركته في الاستحقاقت الانتخابية المقبلة لدعم المشاركة السياسية والانتخابية، انطلاقا من دعم المنتدى لمساره هذا، للمساهمة في بناء مغرب المستقبل، ودعم مطالب التغيير بإقليم جرسيف، مسقط رأسه.
2– وباسم اللجنة الإقليمية لجرسيف المستقبل، عبر مناضلات ومناضلو هذه الدينامية عن الاستعداد التام لتنزيل أهداف الطريق الرابع الذي يمثل تطلعات النخب والشعب على حد سواء، مستحضرين خصال ونضال رشيد بلبوخ، ودواعي ترشحه للانتخابات، باعتباره كفاءة شبابية متميزة، علمية، اجتماعية وثقافية تضع عليه المدينة آمالا عريضة هو أهل لها.
3. كما قدم الرئيس الناطق الرسمي المصطفى المريزق، عرضا بالمناسبة تحدث فيه عن دينامية جرسيف المستقبل ودورها النضالي والتنظيمي، ودواعي اختيار مدينة جرسيف لاحتضان الندوة الوطنية الثانية، لاستعراض مشروع الخطة الوطنية الاستراتيجية، مذكرا بالسياق الوطني العام وأوراش التغيير الذي يشهدها المغرب على العديد من الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وطنيا وديبلوماسيا.
كما أشاد بمجهودات نشطاء المنتدى، على الصعيد الوطني والدولي، وصمودهم وإصرارهم على التشبث بمواقف المنتدى المرتكزة على مناهضة التفاوتات الاجتماعية كمدخل أساسي للحق في الثروة الوطنية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، والمساواة وتكافؤ الفرص، وفعلية الحقوق الأساسية ( التعليم، الصحة، الشغل، السكن)، ونصرة القضايا العادلة ل “الحاشية السفلى” و قضاياها العادلة في مغرب الجبال والسهول والسهوب والواحات وحواشي المدن الكبرى والمتوسطة.
وختم عرضه، بالحديث عما يستحقه إقليم جرسيف من تغيير اقتصادي واجتماعي وثقافي ورياضي، من أجل كرامة ساكنته، نساء، رجالا، شبابا وشيوخا، ورد الاعتبار إلى تاريخه المجيد، ونضالات أبنائه من أجل استقلال الوطن، ومقاومة التهميش والهشاشة والاستبعاد الاجتماعي، معلنا عن دعمه اللامشروط للعضو المؤسس للمنتدى رشيد بلبوخ، في كل مساراته النضالية المدنية، الثقافية والانتخابية .
* تقديم الخطة الوطنية الاستارتيجية 2021 / 2023 من طرف عضو المكتب التنفيدي للمنتدى ومنسقة شبكة نساء مواطنات ثوريا العمري، والتي تطرقت فيها إلى ما يلي:
– السياقات والتحديات الكبرى المؤطرة للخطة؛
– الهدف الأساسي من الخطة؛
– القيم الموجهة للخطة؛
– الرسالة التي تتوخى تبليغها الخطة؛
– الأهداف الإجرائية المتوخاة وملامح خطة العمل عبر مختلف التخصصات داخل الأقطاب.
كما ساهم منسق قطب مركز المستقبل للدراسات والأبحاث الاستراتيجية والثقافية، في شرح الظرفية المحيطة بالخطة الوطنية الإستراتيجية، والحلول التي تقترحها، والأعطاب التي يسعى المنتدى إلى تجاوزها.
وبعد نقاش جاد ومثمر، تمت المصادقة على ما يلي:
– فتح نقاش وطني مع كل القوى الحية بالمغرب والخارج، ومع والمؤسسات الوطنية، حول مضامين الخطة، بعد عرض الخلاصات العامة في ندوة صحفية؛
– إشراك كل ديناميات المنتدى على صعيد الأقاليم والجهات في بلورة وتنزيل خطة العمل 2021/2023؛
– إشراك النساء والشباب في نقاش التقاطعات مع النموذج التنموي الجديد، وتثمين مضامينه والوقوف على نقائصه من أجل نموذج أفضل، قوي ومنفتح، قادر على تجاوز العجز الاجتماعي في قطاعات الصحة والتعليم و التغطية الاجتماعية والشغل والسكن اللائق؛
– توحيد رؤية المنتدى وتفعيلها بالإشراك الناجح للساكنة، انطلاقا من حاجياتها، والإسهام المستمر في ورش التنمية المستدامة في أبعاده البشرية والاجتماعية والإيكولوجية؛
– إشراك مغاربة العالم في كل المحطات المقبلة، والتعريف المستمر بكل قضاياهم العادلة المنصوص عليها في دستور 2011؛
– الاطلاع على التجارب الوطنية و العالمية التي تتوافق مع الخصوصية المحلية، للاستفادة منها، منهجيا وفكريا، على مستوى تنمية ثقافة حقوق وفكر ومبادئ وقيم حقوق الإنسان التي تستهدف البنى القانونية والثقافية والعقليات والأخلاق والسلوكات، إلى جانب مجالات التكوين والتأطير التي تستهدف الناشئة والشباب والجامعات ومراكز التكوين ومدبري الشأن العام ومنفذي القوانين؛
– تعزيز المشاركة السياسية، لتعزيز الخيار الديمقراطي المغربي، وحمايته من الشعبوية والنكوصية، والعنف والتطرف؛
– جعل الخطة الوطنية الاستراتيجية في قلب الحماية والوقاية والنهوض بحقوق الانسان، وتقوية الجبهة الوطنية من أجل السلم الاجتماعي وبناء السلام، والاستمرارية في دعم قضية الصحراء المغربية وحراك تحرير سبة ومليلية وكل الجزر الواقعة تحت الإدارة الإسبانية؛
– استحضار البعد الاجتماعي في تنزيل الخطة الاستراتيجية، باعتباره المدخل الأساسي لمواجهة كل التحديات الكبرى، ومراجعة النموذج النيوليبرالي، وتغيير التوجه الاقتصادي، والتوجه لاختيار اقتصادي سيادي يخدم المغرب والمغاربة أولا، وشركائه وحلفائه ثانيا؛
– نشر أهداف الخطة الوطنية الاستراتيجية على نطاق واسع، وجعلها أرضية للحوار مع كل الغيويرن على المصلحة العليا للوطن، ومع الفاعلين الترابيين والشركاء المؤسساتيين، للدفاع الجماعي عن استراتيجية الوحدة والتضامن والمواطنة الهادفة إلى إرساء أسس سلطة مواطنة، وتكسير قيود الخوف والطابوهات، والقضاء على الرشوة والمحسوبية والزبونية والريع، وربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، والحفاظ على نزاهة وأملاك الدولة العمومية؛
– جعل الخطة الوطنية الاستراتيجية منصة للتعبير الحر والخلق والإشعاع الثقافي المغربي في كل أبعاده الوطنية و والكونية الإنسانية والمتنورة، دفاعا عن الوطن، عبر فضاءات لتبادل الأراء والنقاش والحوار.
وفي الأخير، تم الاتفاق على طبع ونشر تفاصيل الخطة الوطنية الاستراتيجية، وتقديمها للعموم خلال الندوة الصحفية المقبلة بالرباط.
كما تم توجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الندوة حضوريا، من لجنة تنظيمية وإعلام، و إدارة دار الطالب، وكل المسؤولين بالإقليم، في احترام تام للتدابير الصحية الاحترازية المعمول بها.
جرسيف في7 يوليوز 2021