عبد القادر كتــرة
لم يجد النظام العسكري الجزائري ما يؤثث به فراغ البطولة الجزائرية المُنهكة بسبب عدم صلاحية أرضية الملاعب، إلا الحديث عن زيارة فريق كروي من جمهورية تندوف أو الجزائر الجنوبية لمدينة تلمسان بالجزائر الشمالية.
وجاء في مزابل الإعلام الرسمية وقنوات صرفه الصحي أن “نادي السمارة لِكرة القدم” (نادي “الزمارة”) من جمهورية الخيام بجمهورية تندوف حلّ ضيفا على أكاديمية المنصورة بِولاية تلمسان بجمهورية الجزائر الشمالية.
وزادت مصادر النظام العسكري الجزائري في الخبر المضحك المثير للسخرية أن لاعبي نادي الزمارة أجروا حصّتَين تدريبيتَين، كما برمج مسؤولوه عدّة أنشطة رياضية أخرى، حسب تصريح مدير مديرية الشباب والرياضة لِولاية تلمسان التي أدلى به، الثلاثاء 15 مارس 2022، تحت الحراسة المشددة والمراقبة اللصيقة لرجال الأمن والمخابرات الجزائرية، حتى لا يستغفلونهم ويهربون إلى وجهات أخرى، لاسترجاع حريتهم.
لاعبو الفريق القادم من مخيمات الصحراويين المحتجزين، يمارسون، على غرار زملائهم من فرق محلّية أخرى، الرياضة بين الخيام وعلى فضاءات الرمال والأحجار ، تحت المراقبة الصارمة للعسكر الجزائري الذي قد يطلق الرصاص عليهم ، كالطرائد، في أية لحظة إن هم حاولوا تجاوز سياج محيط المخيمات والفرار، كما سبق أن سقط شبان صحراوين على يد جنود نظام العسكر الجزائري المجرم الدامي.
لا شكّ، وفي إطار المساعدات التي يقدمها لجمهورية ابن بطوش بتندوف، يفكر النظام العسكري الجزائري تعزيز فريق الزمارة التندوفي البوليساري وبهدف التعريف به، بلاعيبين جزائريين أمثال “بلايلي ” و” بونجاح” والعميد حارس المرمى “مبلوحي”…، لكن لن يتجرأ السماح لهذا الفريق بزيارة مناطقة القبايل أو إحدى مدنها العديدة التي تزخر بالفرق الرياضية، على رأسها “شبيبة القبايل”، لأنها تطالب بالانفصال عن جمهورية الجزائر الشمالية.
وبالمناسبة، لا بدّ من تذكير الجنرالات العجزة المصابين بالزهايمر في ثكنة بن عكنون بالجزائر لعاصمة ، أنه سبق لهذا النظام العسكري في خطوة سكيزوفرينية، أن أعطى أمره لمرتزقة “بوليساريو” الانفصالية بالانسحاب من بطولة ”الكونيفا” “رابطة كونفيدرالية الدول المستقلة” لتجنب لقاء فريق “الحركة الجزائرية القبائلية” (MAK) الانفصالية الذي كان مبرمجا، ورضخت العصابة ونفذت الأوامر بسرعة وانسحبت مذلولة مُهانة منكسرة.
وتمكنت جبهة “بوليساريو” الانفصالية من تجميع فريق من المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف بالجزائر والحصول على العضوية في منظمة كروية تدعى “الكونيفا”، وهي منظمة خاصة بمنتخبات الكيانات بدون جنسية أو المنبوذين أو مجموعة من اللاجئين عبر العالم.
“بوليساريو”، رغم مناورات الجزائر، لم تستطع الحصول على العضوية في الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، المعروف اختصارا بـCAF، والذي يعتبر الإطار التنظيمي القاري للعبة، والمعترف به من طرف الـ FIFA، لذلك لم تجد “بوليساريو” من بديل سوى الانضمام لمنظمة “الكونيفا” ومقرها ليس في “جنيف”، بل في ” لوليا ” في السويد ، وهي تنظيم يدعم فقط الحركات والكيانات الانفصالية .
بطولة “الكونيفا”، التي لا يعترف بها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، يمكن اعتبارها بطولة خاصة بالمنبوذين والمتخلى عنهم عبر العالم، ولم تتمكن من الحصول على راعٍ رسمي، ولا تحظى بتغطية إعلامية وليس لها جماهير وليس بها منتخبات حقيقية ولا يشارك بها لاعبون من ذوي الجماهيرية الجارفة، ويرفض الحكام الدوليون المشاركة بها، وألقابها غير معترف بها…
وكان من المنتظر أن تقام في “مقدونيا”، مباراة تجمع فريق عصابة مرتزقة “بولييساريو” الانفصالية وفريق جمهورية القبائل الجزائرية، لكن سارع النظام الجزائري الجديد خوفا من تداعياتها وأمر المرتزقة بالانسحاب فورا.
وسبق للاعب القبايلي مختار بنقاسي أن لعب باسم جمهورية القبايل وحمل علمها الوطني الأمازيغي .. وفاز بميدالية ذهبية أمام توماس ديك في رياضة MMA (فنون القتال المختلطة ) في براغ العاصمة التشيكية.
الحركة الجزائرية القبائلية (MAK) التي هي بلاد ثقافية- طبيعية تقع في شمال شرق الجزائر وتغطي عدة ولايات: ولاية بجاية، وولاية تيزي أوزو (عاصمة القبايل)، وولاية البويرة، وولاية بومرداس، وولاية برج بوعريريج، وولاية جيجل، وولاية سطيف، وولاية ميلة، وولاية المدية، وولاية سكيكدة، الجزائرية والحركة لها رئيس جمهورية، وحكومة في المهجر وبطاقة تعريف وطنية وجواز سفر، وتطالب باستقلالها من الجزائر.
ومن المهازل والدواعي للسخرية والضحك أن ما يسمى ب”الاتحادية الصحراوية لكرة القدم” (وهمية ولا توجد إلا في أذهان صانعيها) بل هي مكتب تابع للفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، أصدرت بيانا تبلغ صانعيها بتنفيذ الأوامر وتبرر انسحابها المتمثل في “الاحتجاج على مشاركة تنظيم يمثل منطقة القبائل الجزائرية الانفصالية وأن الدولة الصحراوية تدعم الوحدة الترابية لدولة الجزائر، وانسحابها هو احتجاجا على مشاركة الكيان القبايلي MAK”، في موقف متناقض تماما مع المنطق ولا ينمّ إلا على موقف لشخص يعاني من انفصام الشخصية أو ما يصطلح عليه في الطب النفسي ب”الاسكيزوفرينيا”.
وتضمن البيان كذلك بعض المقارنات الغريبة والعبارات غير المبررة، وقد جاء فيه : “نحن مجبرون على الانسحاب من ھذه الدورة، لسبب وحید وھو تواجد فریق یدعى “المنتخب الوطني القبائلي” في ھذه الكأس، وھذا الفریق تحت وطأة منظمة سیاسیة انفصالية معروفة تحت اسم MAK في الجزائر، وتحرص كلتا الدولتين الشقیقتين على حفظ الوحدة الوطنیة والترابیة لبعضھما”.