نظمت بجماعة وجدة، أربع حصص تحسيسية استهدفت العالمين الحضري والقروي، عن طريق مجموعات عمل، وذلك في إطار مشـــروع “تملك” المنجز بشراكة بين جمعية وجدة عين الغزال 2000 والشبكة البلجيكية للعدالة والديمقراطية RCN J&D، بدعم من المديرية العامة للتعاون البلجيكي.
وتندرج هذه الحصص في إطار اللقاءات التواصلية والتحسيسية التي تنظمها الجمعية لفائدة جمهور المواطنات والمواطنين، والتي جاءت حسب الجدولة الزمنية التالية:
*يوم الجمعة: 18 يونيو 2021 لفائدة مجموعة من النساء والفتيات بالجماعة القروية عين الصفا.
*يوم الإثنين 21 يونيو 2021 لفائدة المستفيدات من خدمات المركز الاجتماعي لتأهيل الفتاة بحي لزاري- وجدة.
*يوم 24 يونيو 2021 لفائدة مجموعة من الرجال والشباب بالجماعة القروية عين الصفا.
*يوم 28 يونيو 2021 لفائدة مجموعة من الرجال والشباب بحي كولوش بوجدة.
وقد تمحور موضوع هذه المجموعات حول: “العنف المبني على النوع الاجتماعي”، مع تسليط الضوء على أهــــم مقتضيات قانون محاربة العنف ضد النساء 103.13، حيث تعرض فريـــق التنشيط لعدة نقاط همت تشخيص ورصد مواقف المشاركات والمشاركين في مجموعات النقاش، عن طريق تعبئة استمارة أسئلة تتضمن وضعيات مختلفة حسب أنواع وسياقات ارتكاب العنف ضد النساء والفتيات؛ وكذا التعريف بالعنف وأنواعه، وفقا لمقتضيات قانون 103.13 لمناهضة العنف ضد النساء.
وفي سياق تفاعلي وتشاركي، أبدى المشاركون والمشاركات اهتماما بالغا بالموضوع، وعبروا عن مواقفهم تجاه العنف وآثاره الوخيمة على الأسرة والمجتمع، ومن بين ما تمت الإشارة إليه في هذا الصدد هو خوف الفتيات من رد فعل الأسرة وكحاجز يمنعهن من البوح بالعنف الذي يتعرضن له، الشيء الذي قد يؤدي إلى تفاقـــم المشكل إلى حد تفكير البعض منهن في الانتحار؛ فضلا عن مشكل الابتزاز الذي تتعرض له مجموعـة من الفتيات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ورفض العديد من الأشخاص الإدلاء بشهادتهم في قضايا العنف ضد النساء والفتيات لا سيما جرائم التحرش الجنسي الذي تتعرض له الكثير من النساء في أماكن العمل جراء الخوف من فقدانهم لمصدر قوتهم اليومي.
وبالنسبة للحصص التحسيسية الخاصة بالرجال والشباب، ألقى إمام مسجد مداخلة جاء فيها: “إذا تحدثنا عن العنف، فإنه يجب علينا التطرق له من جانبين: جانب الوعي أي لا بد من وعي الرجل ومعرفته لحقوقه وواجباته وحقوق المرأة وواجباتها، وجانب الخطاب الديني الذي يقتضي منا الفهم الجيد للدين الذي يدعو إلى حسن المعاشرة، فالدين هو المعاملة، ومن ثم فإن الوازع الديني يتطلب التحلي بضبط سلوك الإنسان والتصرف بحكمة واحترام الطرف الآخر وعدم الاعتداء عليه، وفي تفاعل مع هذا الطرح أكد جل الحضور على أن العنف تصرف منبوذ وسلوك لا أخلاقي ولا إنساني، وأن هناك طرق عدة لتفادي الرجل أسلوب العنف كيفما كان نوعه، من قبيل التواصل والحوار، وفتح فضاء للنقاش بكل شفافية ووضوح، من أجل التوصل إلى حلول توافقية..”.
ومن أجل تقريب المشاركات والمشاركين من حقائق ثابتة لمخلفات وآثار العنف على السلامة النفسية والجسدية للنساء، ومن مقتضيات القانون 103.13، لا سيما وأن الكثير منهم يجهل بوجوده، قام فريق التنشيط بتقديم كبسولة تحسيسية تحت عنوان: “الأبطال هما نتوما حاربوا العدوان” الدعامة التواصلية المنجزة من طرف جمعية وجدة عين الغزال 2000 في إطار برنامج “تملك”.
هذا، وقد خلص النقاش إلى تقديم مجموعة من التوصيات من بينها:
*ضرورة تقوية منظومة الأخلاق والقيم وتربية الأجيال الجديدة على تقبل ثقافة الاختلاف.
*تكثيف حملات التوعية والتحسيس لأنها تشكل مصدرا أساسيا للمعلومة، وتشكل اللبنة الأساسية لتشجيع النشأ على نبذ العنف كسلوك وكممارسة، وشجب كل تفرقة أو تمييز أساسه الجنس والفوارق الوهمية بين الجنسين.
تربية النشأ على قيم المساواة بين الإناث والذكور دون أي فوارق تمييزية.
*خلق علاقة الثقة بين الأبناء والآباء بعيدا عن الخوف والترهيب.
*تشجيع التدابير الوقائية حفاظا على الروابط الأسرية وحماية للأطفال من عواقب التفكك الأسري.
واختتمت الحصص التحسيسية بتوزيع مطويات حول أهم مقتضيات القانون 103.13 الخاص بمحاربة العنف ضد النساء.