عبد القادر كتــرة
استنفرت ظاهرة استفحال تعاطي المخدرات وسط تلاميذ المدارس الابتدائية مسؤولي قطاع التربية والتعليم بالجزائر، وذلك على خلفية تقارير مرفوعة من قبل مصالح الولايات الجزائرية المختصة، تفيد بانتشار هذه الآفة في الوسط المدرسي، أبطالها تلاميذ من مختلف الأعمار، حيث اتضح بأنهم أضحوا مدمنين على تناول مسحوق “أميلا”، بشكل غير اعتيادي، وهي مادة موجهة خصيصا للتحضير الفوري للمشروبات ذات النكهات المختلفة.
ونقلت الاذاعة الوطنية الجزائرية عن المدير الولائي للتربية، علي مراح، أن مصالحه وجهت تعليمة تنفيذية لمختلف المؤسسات التعليمية عبر تراب الولاية تحت رقم 1142 من أجل تنظيم حملة تحسيسية في أوساط التلاميذ بعدم استهلاك هذا المنتوج المشار إليه وذلك عقب تلقي مديرية التربية لمراسلة من طرف مديرية التجارة بالولاية تحت رقم 5876 تفيد أن مسحوق عصير أميلا يحتوي على مركب من مادة تسمى “بيرازول pyrazoles” المصنفة صيدلانيا من بين الكحوليات ALCOLIDES، و الذي يستخدم كمؤثر عقلي.
وأشار المدير الولائي للتربية المسؤول الجزائري إلى أن مصالحه لم تتلق أي إرسالية من طرف وزارة التجارة تشير لمباشرة عملية سحب هذا المنتوج من السوق.
وأمرت مديريات التربية للولايات رؤساء المؤسسات التربوية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتشديد الرقابة داخل المدارس، بغية التصدي لبعض التصرفات والظواهر الجديدة والمشينة، والتي تسيء لقطاع التربية الوطنية، وذلك على خلفية الوقوف في الآونة الأخيرة، على استهلاك التلاميذ مسحوق “أميلا” بشكل ملف للانتباه لغرض استنشاقها أو تناولها كمخدر، مع ضرورة إشراك جمعية أولياء التلاميذ في هذه الحملات.
وتمّ رصد تلاميذ من مختلف الأعمار، أصبحوا مدمنين على تناول مسحوق “أميلا”، بشكل غير اعتيادي، وهي مادة موجهة خصيصا للتحضير الفوري للمشروبات ذات النكهات المختلفة، حيث تسوق على شكل مسحوق سكري ذي تركيبة كيميائية مركزة، تحتوي على الأصباغ وبعض الأحماض كحمض “السيتريك”.
وأضافت ذات المصالح بمديريات التربية للولايات، حسب ما نقلته مختلف وسائل الإعلام الجزائرية، “بأنه تبين من خلال التحقيقات الأولية، بأن التلاميذ يقومون بوضع مسحوق هذه المادة المركزة داخل “أقلام الفاتر” كبيرة الحجم، بعد أن يتم تفريغ محتواها من الإسفنج والحبر، ليتم مزجها بمحاليل كحولية كالعطر لغرض الاستنشاق، أو تناولها عن طريق الفم في شكلها المركز، مما يشكل خطرا على صحتهم، فيما شددت على أن الظاهرة في تزايد مستمر نظرا لسهولة اقتناء “المسحوق” من المحلات التجارية ولأسعارها الزهيدة.”
وطلبت المصالح نفسها من مديريها، حسب نفس المصادر، ضرورة موافاتها بتقارير مفصلة بالإجراءات المتخذة، بغية التعجيل لكبح هذه الظاهرة الغريبة في الوسط المدرسي، ومن ثم حماية التلاميذ من آفة الإدمان، مما يحقق المبتغى المطلوب وهو تعزيز شخصية المتعلم، وتقويتها بالشكل الذي يؤهلها لمقاومة ضغوط ومغريات تجربة المواد التي تؤدي للإدمان، فيما شددت على أن الابتعاد عن السلوكيات الخطرة، تعد مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع بمختلف مؤسساته التربوية والتعليمية والاجتماعية والأسرة لمساعدة الأبناء على تنمية مهاراتهم ومعارفهم.
فيديو يتضمن شهادات لأطفال جزائريين:
https://www.youtube.com/watch?v=GzPH4ROFteg