عبد العزيز داودي
لم تكف سيارات الإسعاف التابعة للوقاية المدنية، في الساعات الأولى من صبيحة يومه السبت 10 يوليوز الجاري، من نقل العديد من الذين تسمموا اثناء احتسائهم لكحول تباينت الأقوال حول نوعه، أودى، على الأقل ولحدود كتابة هذه السطور، بحياة ستة أشخاص جلهم شبان، والعدد مرشح للارتفاع…
الحدث الأليم وغير المسبوق بمدينة وجدة خلف استنفارا أمنيا كبيرا وأربك السير العادي لمستعجلات مستشفى الفارابي، فيما لم ينم سكان حي المير علي طيلة الليل على وقع الصدمة، خوفا على فلذات الأكباد من أن يلقوا مصيرا مشابها مع تنامي تجارة المخدرات والكحول و”القرقوبي” بمختلف أنواعها، مما يطرح تحديا على رجال الأمن لاستباق الجريمة وتمشيط الحي المذكور وباقي الأحياء الشعبية والهامشية من المنحرفين الذين يستغلون الظروف الصعبة للشباب قصد ترويج السموم.
وينتظر أن يطيح التحقيق في ملابسات هذه الواقعة الأليمة بالعديد من الرؤوس التي قصرت أو تهاونت في الضرب بيد من حديد على أيادي مروجي السموم، خصوصا وأن للسلطات المحلية اعينها التي لا تنام، وتعرف جيدا أوكار المنحرفين والمجرمين، والذين غالبا ما يكونون من ذوي السوابق العدلية، وهو ما يطرح السؤال العريض حول تمتيع العديد منهم من العفو أو من ظروف التخفيف أو حتى السراح المؤقت، مع ما يمثله ذلك من خطر محدق بخيرة شباب مدينة الألفية.