عبد المجيد طعام
يوم الخامس من مارس 2022، ضرب مجموعة من المثقفين والفاعلين في حقل المسرح موعدا مع الثقافة في أبهى تجلياتها، ثقافة الاعتراف وثقافة الأسئلة المؤرقة وهوس المسرح باعتباره من أهم الروافد الثقافية التي بنت الشعوب قديما وحديثا.
الموعد الثقافي وفرت له تعاونية زيري للطباعة والنشر والإشهار كل ظروف النجاح والتميز باختيار السي عبد الرزاق بنعيسى للحديث عن تجربته المسرحية والسينمائية في حفل تكريم بهيج، إضافة إلى اختيار فعاليات مسرحية وازنة لازالت تبصم على المسار المسرحي ببصمات فنية راقية، نقلت التجربة المسرحية بمدينة وجدة إلى مصاف العالمية، إنها بصمات الهرمين السي بلعيد أبو يوسف والسي محمد بنجدي اللذين استحقا تكريما واعترافا بما قاما به من أجل المسرح.
قبل تنفيذ فقرات حفل التكريم، كان لابد من الوقوف دقيقة صمت على فقيدي المسرح بالمدينة، التهامي الوردي “بوشعيب” ومحمد بوبقرات…. لروحهما السلام.
بعد كلمة ترحيب ألقاها الأستاذ عبد المجيد طعام الذي لم يفوت فرصة التذكير بنضالات المرأة – بمناسبة الثامن مارس – من أجل بناء المشروع الديمقراطي التنويري والعدالة الاجتماعية، وهي نضالات من صميم نضال المجتمع، أحيلت الكلمة على الأستاذ محمدين قدوري الذي رحب بالحضور، وأكد على الاستعداد الدائم لجمعية الأعمال الاجتماعية لرجال ونساء التعليم، فرع وجدة، لمواكبة الأنشطة الثقافية والاجتماعية بفتح أبواب النادي لكل الأنشطة الجادة.
وكانت المداخلة الأولى بعنوان: “ثقاقتنا المغربية: المسار، القضاياوالٱفاق” للأستاذ الحسان بنعاشور، الذي طرح بعمق المثقف الحامل للأسئلة المؤرقة، الإشكالية الثقافية ببلادنا، وقارن بين لحظتين فارقتين، لحظة الاستقلال إلى نهاية ثمانينات القرن الماضي، ثم لحظة تسعينات القرن الماضي إلى يومنا هذا.
أفضت المقارنة بين الفترتين أو اللحظتين إلى رصد توجهين، توجه الثقافة الفعل والحركة، وتوجه الثقافة الحالة. ويرى الأستاذ بنعاشور أننا انتقلنا من حركة الثقافة إلى حالة الثقافة، ما ترتب عنه انهيار للفعل الثقافي….
في ختام المداخلة، تحدث الأستاذ بنعاشور عن الآفاق الممكنة لاسترجاع فعل الثقافة، حيث طرح تصورا جديدا لمفهوم “تمغربيت”.
انتقلت المداخلة إلى المبدع بلعيد أبو يوسف ليتحدث عن تجربة عبد الرزاق بنعيسى بحكم أنه صاحب هذه التجربة عن قرب، لذا كان الحديث عن المسار المسرحي للفنان بنعيسى يقوده للحديث عن مساره، لأن الفنانين تقاسما التجربة والهوس المسرحي، واشتركا في كتابة وإخراج الكثير من المسرحيات.
بعد المداخلات، منحت للحضور فرصة التدخل والمشاركة بآرائهم ومواقفهم، وقد صبت كل المداخلات في الإشكالية الثقافية بالمغرب.
كان لا بد وأن يتدخل الفنان المكرم بنعيسى ليعبر عما يختلج في نفسه وفكره بهذه المناسبة، وقد عبر عن فرحه بالتكريم، وشكر تعاونية زيري للطباعة والنشر والإشهار، لكنه سرعان ما انتقل للحديث عن هاجس الثقافة وهوس المسرح ….
بعد أن ختم كلمته تفضل الأستاذ الحسن الزحاف، رئيس تعاونية زيري للطباعة والنشر، بمنحه تذكار المناسبة والهدية.
وتوالى التكريم، حيث تفضل الدكتور مصطفى الرمضاني بتسليم تذكار المناسبة للأستاذ الفنان محمد بنجدي، اعترافا بدوره الكبير في الحركة المسرحية المدرسية والجمعوية، وتنظيم مهرجان المسرح الدولي بوجدة.
ونحن نكرم رجال المسرح، كان لابد وأن نعرج على الفنان الإعلامي بلعيد أبو يوسف بحكم اشتغاله على المسرح سنوات طويلة، كتابة وإخراجا، وقد تفضل الأستاذ محمد كرزازي، المشتغل على ثقافة حقوق الانسان، بتسليمه تذكار المناسبة.
كان الأستاذ الحسان بنعاشور من المكرمين المتميزين بحكم اهتمامه بالمسألة الثقافية، وقربه من الجمعيات ذات التوجه الحداثي التنويري، ومشاركته المتميزة في إنجاح الحفل، وقد تفضل الأستاذ محمدين قدوري بمنحه شهادة تقدير.
انتهى الحفل بدعوة كل المكرمين والمشاركين والحضور المتميز إلى حفل شاي على شرف الفنان بنعيسى عبد الرزاق.
نضرب لكم موعدا جديدا قريبا مع حدث ثقافي.. إلى اللقاء
مع تحيات عبد المجيد طعام.