عبد القادر بوراص
في حفل رمزي بهيج له أكثر من دلالة، نظمته اللجنة الجهوية المشتركة للتعليم الأصيل، التابعة لأكاديمية جهة الشرق، وبدعم من الجمعية المغربية للتعليم الأصيل الجديد لجهة الشرق، صباح اليوم الأربعاء 25 ماي الجاري، تم تكريم التلميذة العبقرية رجاء بيرو، ذات 11 ربيعا، والتي تتابع دراستها بالسنة السادسة بالتعليم الأصيل الجديد بمدرسة القدس الابتدائية بمدينة وجدة، بعد أن تمكنت من إتمام القرآن الكريم كاملا، وذلك وسط نخبة من زميلاتها وزملائها المتميزين، ومديرة مؤسسة القدس النموذجية الأستاذة ربيعة بوطيب، وأستاذ التلميذة مصطفى ماموني، فضلا عن الناشطة الجمعوية المتميزة سعيدة الصابري، عضوة الجمعية المغربية للتعليم الأصيل الجديد، والأستاذين الراقيين علي الطفوري والجيلالي البركي، ممثلي اللجنة الجهوية المشتركة للتعليم الأصيل، التابعة لأكاديمية جهة الشرق، والجمعية المغربية للتعليم الأصيل الجديد لجهة الشرق.
ونجحت البرعومة المتميزة رجاء من حفظ القرآن الكريم بدعم كامل من والدتها وجدتها انطلاقا من المساجد، خاصة مسجد طيبة، مرورا بأساتذتها الذين تناوبوا على تدريسها إلى أن وصلت المستوى السادس من السلك الابتدائي، وهي المرحلة التي استكملت فيها حفظ القرآن الكريم.
وأكدت الصغيرة رجاء التي تفوقت في الجمع بين دراستها وحفظ القرآن الكريم في تصريح للحدث الشرقي أنها لم تجد صعوبة ولا مشقة في حفظ القرآن الكريم، حيث ثابرت بكل جد وبشكل يومي ومنتظم، في قراءته وترتيله وحفظه، مضيفة أنها كانت كلما حفظت جزءا منه إلا وتشجعت أكثر في مواصلة عملية الحفظ ليتحقق هدفها المنشود التي تعتبره من أسمى أمنياتها في الحياة.
وحثت المتميزة رجاء زميلاتها وزملاءها الذين تحلقوا حولها وهي تتسلم بكل فخر واعتزاز شهادة تكريم وتقدير وظرف مالي على الجد والاجتهاد في دراستهم، مع العمل على الاهتمام بكتاب الله وحفظ ما تيسر من آياته البينات، فهو كلام الله ودستور المسلمين، بحسب تعبيرها.
وتدفق ينبوع كالسيل العارم من شهادات حية وصادقة أدلى بها عدد من التلميذات والتلاميذ في حق التلميذة المحتفى بها، أجمعوا فيها بنبوغها وعبقريتها، وأشادوا بمكارم أخلاقها، داخل الفصل الدراسي وخارجه، وهي شهادة أكدها أستاذها مصطفى ماموني الذي بدت علامات الفرح والبشر بوضوح على محياه وهو يسرد المثل العليا لتلميذته النجيبة، ومدى تميزها وتفوقها في دراستها، حيث احتلت المرتبة الثانية خلال الأسدس الأول من الموسم الدراسي الحالي.
من جهتها عبرت أم رجاء عن فرحتها اللا محدودة وهي تتقاسم مع فلذة كبدها بهاء ورونق لحظة التكريم، دون أن يفوتها تقديم الشكر لمديرة مدرسة القدس ولأساتذتها منذ ولوجها مقاعد الدراسة، ولجمعية التعليم الأصيل الجديد التي يعود لها الفضل في إتمام ابنتها حفظ القرآن الكريم.
ونصحت أم رجاء في ختام تصريحها الأمهات من أجل مساعدة أبنائهم على حفظ القرآن بالمداومة على تكرار الآيات من خلال الاستماع للقرآن، والتوجه إلى المساجد في أوقات الفراغ للاستفادة من تلاوة القرآن الكريم وحفظه، لأن ذلك يرفع من مستواهم الدراسي، ويهذب سلوكهم، باعتبارهم رجال المستقبل.
واعتبر الأستاذ علي الطفوري، عضو اللجنة الجهوية للتعليم الاصيل ونائب رئيس جمعية التعليم الأصيل الجديد، في تصريح الحدث الشرقي، هذا التعليم الأصيل الجديد مكونا أساسيا من مكونات منظومة التربية والتكوين كما جاء في القانون الإطار 51/17 ومختلف القوانين والتشريعات التي جاءت قبله، مضيفا أن هذا النوع من التعليم هو قيمة نوعية مضافة للمدرسة المغربية، حيث يسهم وبشكل كبير في تعزيز القيم الوطنية والدينية، ويركز على التميز في التحصيل الدراسي، ويفتح أمام خريجيه نفس الآفاق المفتوحة أمام خريجي التعليم العام من المجالات الاجتماعية والاقتصادية من طب وهندسة وغيرها…
جدير بالذكر، أنه تم إرساء التعليم الأصيل الجديد بالجهة الشرقية لحد الساعة بأربع مديريات: وجدة أنجاد، جرسيف، تاوريرت وبركان، بمجموع 25 مدرسة تحتضن 68 قسما.