الحدث الشرقي
كشفت دراسة حديثة نشرها موقع ”ديفيتا“ الفرنسي، المتخصص في الشأن الصحي، أنّ عوامل أخرى منها خارجة عن إرادة الأشخاص، غير تلك المتعلقة بالإفراط في تناول السكر تسبب مرض السكري.
وبحسب المركز الأوروبي لدراسة مرض السكري، فإن 1 من كل 10 فرنسيين مصاب بالسكري، حيثُ وصل عدد مرضى السكر في فرنسا أكثر من 4.5 مليون في عام 2019، لكن هناك تقديرات بأن نحو 500 إلى 800 ألف ليسوا على علم بذلك.
ووفقًا للدراسة الحديثة، تقول منظمة الصحة العالمية إن السكري ”واحد من الأسباب القاتلة الأساسية في العالم“، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم والتدخين.
وعلى الرغم من جهود الوقاية العديدة فإن ”وباء السكري“ مستمر، إلا أن الدراسة أكدت أن السبب الدقيق لمرض السكري ليس الإفراط في تناول السكر.
وتوضح الدراسة أنّه على الرغم من أن تناول الكثير من السكر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالمرض المزمن، إلا أنه ليس السبب الأول، وإنما هو عدم قدرة الجسم على الاستجابة للأنسولين بشكل طبيعي، كما يوضح الخبراء في منظمة ”كُل هذا ولا تأكل ذاك“.
وبحسب الدراسة فإنّ هناك 3 أشكال من تلك الحالة المرضية، الأول يحدث في أي عمر ويمثل 10% من جميع الحالات المسجلة، ويحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي ويدمر خلايا ”بيتا“ في البنكرياس، التي تصنع الأنسولين، ولا تزال الأسباب الدقيقة لهذه الظاهرة غير معروفة، لكن العلماء يقترحون أن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية يمكن أن تؤدي إلى حدوث المرض.
أما النوع الثاني لمرض السكري فهو الشكل الأكثر شيوعًا، الذي يصيب ما بين 90 و95%من الأشخاص، وهو الذي يتميز بارتفاع السكر في الدم المزمن، وغالبًا ما تسبقه مرحلة من مقدمات السكري يمكن خلالها إبطاء تقدم المرض، ومن بين العوامل المساهمة الاستعداد الوراثي ونمط الحياة المستقرة وزيادة الوزن والسمنة.
ويمثل سكري الحمل النوع الثالث، وكما يوحي الاسم يتطور هذا النوع من مرض السكري أثناء الحمل وينتج عن التغيرات الهرمونية من بين أمور أخرى منها العوامل الوراثية والحياة الصحية أيضا، وتعزز الهرمونات مقاومة الأنسولين حتى نهاية الثلث الثاني من الحمل ويحدث هذا لجميع النساء، لكن البعض لا يستطيع إنتاج كمية إضافية من الأنسولين وبالتالي يصبن بسكري الحمل.
وتؤكد الدراسة أنّ ”هناك العديد من العوامل التي تسهم في الإصابة بمرض السكري، بعضها خارج عن الإرادة بينما يمكن التحكم في البعض الآخر إلى حد ما“.
في حين يمكن الأخذ بالكثير من العوامل للحد من الإصابة من النوع الثاني وهو الأكثر شيوعًا، وعلى رأسها الحياة المفعمة بالحركة والنشاط لأن الحياة المستقرة لها عواقب صحية عديدة، والانتباه للنظام الغذائي ليكون صحيا ومتوازنا، إلى جانب الحفاظ على وزن صحي.