سعيد سونا
ربي إنني في ريب من ظنون كثيرة… لكنني على يقين أن كل أمهات العالم سيطلقون إسم ريان على كل مولود جديد…تيمنا وتبركا بالشهيد .
دعوني أرجع قليلا في كتاب السلف ليكون زادي في استشراف الخلف… فها هي عظام العقول التي عاتبت الشيخ حسن البصري، عندما أنقذ الطاغية الحجاج ابن يوسف الثقافي من الغرق في البحر، تخر أرضا بعدما أجابهم الشيخ لطفا بهم “أنقذته حتى لايموت شهيدا”، فعلى رسلكم إخوة الإيمان، فالشهادة في جنة الخلد بمئة رتبة، كما قال رسول العزة صلوات ربي وسلامه عليه، فما رأيكم أن ريان في هاته اللحظات في أعلى المراتب، يتمخط في حضن رسول الله وهو يداعبه ويهمس في أذنيه، إن كنت أنا رسول الله فأنت رسول رسول الله، بعثك ربي لتكون طبيب القلوب العليلة، حتى تخرج من النفوس البشرية، عصارة النبل الذي يوجد فيها …فالله.. الله.. الله ربي لا أشرك به شيء.
ريان لقد ركنت فقهاء التأويل المادي الفاسد للحياة في الزاوية، فلم نعد نسمع لهم حسا ولا ركزا، وانتصرت للسليقة والطوية والفطرة الزكية، لقد جئت في زمن تتزعمه الرويبضات، في زمن قال عنه رسول الله ” سيأتي يوم القابض على الدين كالقابض الجمر” صدقت ياحبيبي يارسول الله، فقد استفاق الكون من كابوس الإفلاس والمال إلى حقيقة النفس والحال.
لقد نزل ريان إلى تحت الأرض، حتى يقول لنا ارتقوا فوق الأرض، فقد اقترب يوم العرض … صحيح لم يفاجئني أخونا الجزائري حفيظ دراجي عندما عاد إلى رشده، وكتب تلك المفردة التي أصبحت مطلبة العقلاء “الشعب المغرب الشقيق” … أه…. أه ، ماهذا الصنيع الذي صنعته يا ريان، قبل بضعة أيام كنا في حرب مدنسة بيننا وبين أشقاءنا الجزائريين، وها أنت تفسد على أعداء الله مأدبتهم الشيطانية، حتى اكتشفنا أن كرهنا لبعض البعض، مجرد أضغات أحلام، فسبحان الله الذي وضع سره في أضعف خلقه.
اتركوا الحزن، وتجملوا بحكم الله وعبره في هاته المشهدية، فبالله عليكم ماذا تفضلون؟ هل كنتم تفضلون أن يبقى ريان حيا حتى تفسدون أخلاقه، في زمن أصبح فيه ابليس زميلا لكم، لكن الله فضل أن ينقذ ريان من بطش الدنيا وسفاسيفها، إلى حضنه الأجمل من كل حضن.
أقول لوالدي ريان: هنيئا لكم بجنة عرضها السموات والأرض، هكذا تكون النهايات الربانية، فريان فضل أن يتبخر عطره في الإنسانية جمعاء، على أن يكبر يوما ويردد الأبيات الشعرية المفعمة بندم التقصير في حق الأم :
يا ليتني لم أقلْ أفٍّ لها أبداً
وليتني لم أُرقْ دمعاً لعينيها
وليتني عشتُ مملوكاً لخدمتها
أُذلُّ عزّةَ نفسي عندَ نعليها
وليتني لم أنمْ نومَ الخليّ وقدْ
جافى لأجلي لذيذَ النومِ عينيها
وليتني كنتُ جبراً عندَ دمعتها
أعطي لها ما تمنت من أمانيها
ريان حسبك أنك ذكرت البشرية بالله، حسبك أنك قومت فلسفة الإنسانية العرجاء، لتجمع الجميع على وليمة الحب في الله، فأي حب قادر على منازلة حب البشر لبعضهم البعض في الله؟.
ما أقبحني من عبد، ظننت في الوهلة الأولى، أننا في رحاب شطحة خيال ليس إلا، أو نزوة شعبوية المنبت، في أحسن الأحوال، وإذا بي أستفيق على أمر جلل مزق العقول البالية بحزمة من القيم الأبدية، فالصدق سيصل ولو تأخر.
فالله أكبر على كل من طغى وتجبر، فإن كل كبير أضيف له الأكبر يتحجم، فقولوا الفصل وتجنبوا ما هزل، فالذي لم يفهم الرسالة من هاته النازلة، يستحق أن يتنافس على صفعه العقلاء.
ثم دعوني أقول، أي سر بين بلدي المغرب وبين الله، حتى يختاره لاحتضان هذا العرس الرباني، إنه موطني الذي أشرقت فيه شمس ريان، وفي جوفه سيفنى الظلام، فبالله عليكم كيف يستقيم الحال إذا بقيت النقطة الحدودية على سبيل المثال لا الحصر، بين المغرب والجزائر بمسمى “زوج بغال” هيا الأمر لايحتاج لكثير من الشجاعة، انحروا النوق، واطلقوا اسم ريان على المكان، وعلى كل ماهو طيب مبارك في هاته الأرض، فتاريخ المغاربة سيظل محفورا في ذاكرة وقلوب عدة أجيال، وليس على جدران قديمة.
ريان حسبك أن كل من حضر لوليمتك، سيجيب إذا سئل في أي زمن رأى النور ؟ سيقول بدون تردد، وهو بقامة وهامة فارهة، لقد عشت في زمن ريان، فالله ربي لا أشرك بك شيء.
في المحصلة، فإننا إذا قلبنا الأمر كله ظهرا لبطن، لن نخرج الا بما يلي: أشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمد عبده ورسوله، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .
صإذا قلبتم الأمر كله ظهرا لبطن ، ستخرج