عبد العزيز داودي
كشفت مصادر متطابقة، أن شركتي فايزر بيونتيك وموديرنا المتخصصتين في صنع لقاحات “كورونا” جنتا أرباحا خيالية في ظرف سنة واحدة فقط بلغت 34مليار دولار، رقم يفوق بكثير الناتج الداخلي الخام للعديد من الدول، خصوصا دول العالم الثالث، وهذا الرقم أيضا لم تحققه الشركتين منذ أن شرعا في تسويق كافة منتجاتهما، سواء ما تعلق بالأدوية أو اللقاحات.
والأكيد، أن هذا هو ما يبرر تمسكهما ببراءة الاختراع، وبحق الملكية الفكرية لصناعة اللقاحات. وما إن ظهر متحور اوميكرون في جنوب إفريقيا حتى خرجت إدارة الشركتين بتصريحات تشتم منها رائحة الاستخفاف بعقول سكان العالم، حيث أنه وقبل معرفة الخصائص الدقيقة لمحتور اوميكرون أكدت شركة موديرنا أنها بصدد تطوير لقاحها وتعزيزه لمحاربة المتحور الجديد، وهو ما يطرح السؤال العريض عن غياب الضمير المهني والإنساني لدى الشركات، والتي وعلى ما يبدو أنها لا تلهث سوى وراء الأرباح، وتدفع بلوبياتها للتأثير على قرار العديد من الدول في تعاطيها مع فيروس “كورونا”، وطبعا الحقيقة التي لا يتناطح عليها كبشان هي أن التلقيح الجماعي للأشخاص كان له مفعوله على المناعة الجماعية ضد الوباء، بل إن عدم تلقيح عدة دول لمواطنيها كان سببا مباشرا في انتكاسات وبائية بالجملة لهذه الدول، وكان سببا في وجود متحورات أخرى للفيروس، ومع ذلك فالأمانة العلمية مطلوبة، والأصل هو توفير الأمن الصحي لسكان العالم بما يعنيه ذلك من توزيع عادل للقاحات، ومن عدالة مجالية في توفير مختلف أنواع اللقاحات، وأي استغلال للجائحة من طرف الشركات العابرة للقارات المختصة في اللقاحات والأدوية لن يزيد إلا من إطالة أمد الجائحة، وبالتالي من معاناة دول المعمور، مع تبعاتها الاقتصادية الوخيمة الناجمة أساسا عن الإغلاق الجزئي أو العام.