الطيب الشكري
هل يُقَدٍر الرئيس الجزائري حجم وخطورة التهديدات التي يطلقها بمناسبة وبدونها والتي كان آخرها خرجته الإعلامية التي جمعته بصحفيان جزائريان، وهي الخرجة التي جعلته مادة دسمة للتنكيت والضحك من طرف مستعملي مواقع التواصل الإجتماعي بسبب حجم الكذب والتلفيقات التي تضمنتها أجوبته خلال هذه المقابلة الإعلامية ولأسلوبه السوقي في الرد على أسئلة الصحفيان التي حولت رئيس دولة إلى أضحوكة؟.
لقد اعتدنا كمغاربة مثل هذه الخرجات الإعلامية لمعتوه قصر المرادية، والتي تشبه إلى حد ما تلك الحجايات التي كان يرويها لنا آبائنا وأمهاتنا لكبح شغبنا الطفولي، لكن أن يصل الأمر بدمية الجنيرالات إلى إطلاق تهديداته لنا، وبالشكل الذي فاه به خلال الندوة الصحفية فهذا ما لا نسمح به ولا نستسيغه كمغاربة كانت ولاتزال يدنا ممدودة لإخوتنا الجزائريين حرصين أشد الحرص على أن لا تتلطخ علاقة الأخوة بما يخطط له، ويدفع به النظام الجزائري الذي جاء ضد الشرعية الشعبية لأبناء وبنات الجزائر الذين قادوا حراكا شعبيا مباركا كان من ثمراته تنحية الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عجل بإجراء انتخابات رئاسية جديدة قديمة انقضت على ما حققه الحراك الشعبي، وكان من فضائعه تنصيب رئيس معتوه من طرف الطغمة العسكرية ضدا على إرادة غالبية الجزائريين.
ففي الوقت الذي تحقق المملكة المغربية المزيد من التقدم، سواء على المستوى الإقتصادي والسياسي والاجتماعي، ويتفاعل إيجابا مع محيطه الإقليمي والدولي الذي أشاد أكثر من مرة، وفي أكثر من محفل دولي وإقليمي بما تم تحقيقه على الأرض المغربية بقيادة جلالة الملك، وخاصة الانتصارات الديبلوماسية التي حقتتها المملكة المغربية، بدأ من ملحمة الكركارات التي أقبرت وبشكل نهائي لا رجعة فيه حلم الجزائر الرسمية وصنيعتها مرتزقة البوليساريو فتح منفذ عبر المحيط الأطلسي، مرورا بقرار عدد من الدول العربية الشقيقة وبعض دول العالم فتح قنصليات لها بمدننا الجنوبية بكل من العيون والداخلة، كتأكيد منها بشرعية السيادة الوطنية على أراضينا الجنوبية، إلى ترسيم حدودنا البحرية مع إسبانيا وغيرها من الانتصارات والإنجازات التي كانت محط إشادة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيراس، والتي ضمنها في تقريره الأخير، تعمل الجزائر على معاكسة حق المغرب والمغاربة في صحرائهم، وعرقلة كل المساعي التي تروم نزع فتيل مواجهة عسكرية تعمل الرئاسة الجزائرية التي فقدت البوصلة على تأجيجها، وصب الزيت فوق رمادها بخرجات وشطحات إعلامية تفتقد اللغة الديبلوماسية تندحر إلى خطاب بئيس بعيدا عن اللياقة، ولا يليق برئيس دولة يزعم أن بلاده القوة الإقليمية الأولى في المنطقة.
فماذا تريد الجزائر من هذا التصعيد؟ وإلى أي مدى تذهب الرئاسة الجزائرية في اتهاماتها المجانية، خاصة بعد المسرحية الهزلية التي تمت فبركتها بشكل يثير السخرية باتهام المغرب بتمويل خلية إرهابية كانت تستهدف الجزائر منذ سنوات؟.
لقد خبرنا عداء الأنظمة العسكرية التي تعاقبت على حكم الجزائر منذ استقلالها في ستينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا، رغم ما تتكبده الجزائر من خسائر مالية على حساب المواطن الجزائري الغارق قي مشاكله الإجتماعية التي جعلته عاجزا أمام الحصول على كيس حليب، وديبلوماسية متتالية تسببت في عزلها دوليا، وحتى اقليميا دفعت بالعديد من دول العالم إلى مراجعة مواقفها، وسحب اعترافها بجمهورية الوهم الإبن الغير شرعي لنظام الكابرانات، صمد المغرب في وجه كل المؤتمرات التي حاكتها ونسجتها القيادات الجزائرية ضد وحدة المغرب الترابية والتي لم تزد المغرب إلا إصرارا وعزيمة لمواصلة الأوراش التي تعرفها مختلف ربوع الوطن وفي مقدمتها المدن الجنوبية.