ترأس شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة يومه الجمعة 10 دجنبر 2021، بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق المجلس الإداري للأكاديمية برسم دورة دجنبر 2021، بحضور والي جهة الشرق، عامل إقليم الناظور، الكاتب العام للوزارة، ممثلي العمال بالجهة، عضوات وأعضاء المجلس الإداري، وباقي المدعوين.
وقد خصصت هذه الدورة لتقديم والمصادقة على مشروعي برنامج عمل وميزانية الأكاديمية برسم سنة 2022، وعقد نجاعة الأداء برسم 2024-2022 والبرنامج الجهوي للتكوين المستمر.
وفي معرض كلمته، أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الدورة الحالية للمجلس الإداري تنعقد في سياق وطني يتميز بالتعبئة الوطنية لتدبير الأزمة الوبائية، بإطلاق البلاد لعدد من الأوراش الإصلاحية التي تتصل بالتعليم، والتنزيل الفعلي للنموذج التنموي الجديد الذي يتضمن طموحا تنمويا وطنيا يروم تحقيق نهضة تربوية تسمح ببناء مدرسة عمومية ذات جودة تضمن تعلم التلاميذ وتنمية قدراتهم وتحقيق ارتقائهم الاجتماعي.
وأشار الوزير، أن هذه الدورة تندرج أيضا في سياق يتسم الدينامية التنموية والإصلاحية التي انخرطت فيها البلاد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تعتمد على تأهيل الرأسمال البشري في التنزيل الفعلي للنموذج التنموي والذي يهف إلى تحقيق نهضة تربوية للمدرسة المغربية.
وأضاف، أن انعقاد المجالس الإدارية للأكاديميات هذه السنة يأتي في ظل مواصلة تفعيل أحكام القانون الإطار 51.17 باعتباره ضمانة لاستمرارية وإلزامية الإصلاح، خصوصا وأنها تنسجم مع الحلول الجوهرية والمبتكرة التي جاء بها البرنامج التنموي الجديد، مؤكدا على ضرورة تسريع وتيرة إصلاح المدرسة المغربية عبر ثلاث مجالات أساسية تهم الانصاف وتكافؤ الفرص والمجال البيداغوجي ومجال ثالث يهم هيئة التدريس.
وأكد بنموسى، أن النهضة التربوية المنشودة لا يمكن أن تتحقق دون اعتماد نهج جديد يستند على تعزيز المقاربة التعاقدية من خلال عقد نجاعة الأداء، والذي سيمتد ليشمل جميع المديريات الاقليمية والمؤسسات التعليمية، مؤكدا على ضرورة اعتماد المشاركة موسعة خلال مراحل التخطيط أو التنفيذ أو التقييم، مع دعم الحكامة الترابية واللاتمركز والحلول المحلية باعتبارها أكثر نجاعة واستدامة.
كما دعا وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى التبني الشامل للبرمجة المندمجة المتعددة السنوات مع العمل على ترتيب الأولويات وهندسة تفعيلها ومتابعة تحقيق غاياتها من خلال اشراك مختلف شركاء منظومة التربية والتكوين من جماعات ترابية وسلطات محلية وغيرهم من الفاعلين للإسهام البناء والإيجابي في الارتقاء بالمنظومة التربوية على المستوى الترابي.
وفي ختام كلمته، ذكر الوزير بالسير الإيجابي الذي تعرفه عملية التلقيح ببلادنا، والتي مكنت المملكة المغربية من التعامل مع الحالة الوبائية بطريقة إيجابية، مؤكدا على ضرورة مواصلة الجهود على جميع المستويات، من أجل تحقيق المناعة الجماعية المطلوبة.
وبعد قراءة تقارير اللجن المنبثقة عن المجلس الإداري، استحضر مدير الأكاديمية في كلمته الرؤية المولوية السامية في بناء المدرسة المغربية الجديدة المتجددة، باعتبارها بوابة أي إصلاح مجتمعي عميق، مؤكدا عزم الأكاديمية على تعبئة كل الإمكانيات المتاحة وبتظافر جهود الفاعلين والشركاء جهويا وإقليميا ومحليا بانخراط واع، وبعزم وحماس في تنزيل النموذج التنموي الجديد، وخاصة ما يتعلق باستعادة المدرسة المغربية لثقة الأسرة المغربية بكل فئاتها، ولتحقيق النتائج المسطرة في برامج عمل الأكاديمية.
بعد ذلك، قدم مدير الأكاديمية عرضا مفصلا معززا بالمؤشرات الرقمية، تناول فيه حصيلة ومنجزات الأكاديمية برسم سنة 2021، والتي تعد حصيلة إيجابية ومشجعة، ثم انتقل لتقديم أهم الأهداف المنشودة والعمليات والتدابير المزمع اتخاذها من أجل مواصلة تفعيل أحكام القانون الإطار 51.17 من خلال تنفيذ برنامج عمل وميزانية سنة 2022، مؤكدا على استمرارية نهج الأكاديمية لمقاربات تدبيرية نسقية ومندمجة ترتكز على التدبير التشاركي وتؤطرها أبعاد ترتبط بالترسيخ والتطوير وتأمين الاستدامة والاشتغال على الجودة بمختلف جوانبها، إضافة إلى الانتقال من منطق الالتزام بالنفقات وإنجاز العمليات إلى منطق تحقيق النتائج ونجاعة الأداء.
وخلال المناقشة، قاربت تدخلات أعضاء المجلس، ما جاء في عرض الأكاديمية مثمنين مجهوداتها لتحسين ظروف التمدرس على مستوى الجهة. وبعد تقديم إجابات وتوضيحات من طرف السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، رئيس المجلس، والسيد مدير الأكاديمية حول النقاط المثارة خلال المناقشة، تمت المصادقة بالإجماع مشروعي برنامج عمل وميزانية الأكاديمية برسم سنة 2022، وكذا مشروع عقد نجاعة الأداء برسم 2024-2022، إضافة إلى البرنامج الجهوي للتكوين المستمر.
إلى ذلك، قام وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على هامش المجلس الإداري بزيارة لعدد من المؤسسات التعليمية بمدينة وجدة، ويتعلق الأمر بالثانوية التقنية المهدي بن بركة، ومدرسة الوحدة الابتدائية، كما تفضل بإعطاء الانطلاقة لأشغال بناء مدرسة الجرف الأخضر، ومدرسة الزهور، وثانوية كالا الإعدادية، وثانوية السلام.