عبد القادر كتــرة
مباشرة بعد سقوط المنتخب الجزائري بثنائية نظيفة أمام أشبال المنتخب المغربي في الدورة التاسعة عشر لألعاب البحر الأبيض المتوسط وإقصائه بعد هزيمته النكراء أمام منتخب الديكة الفرنسي، سارع النظام العسكري الجزائري إلى صبّ جام غضبه على مدير عام جريدة “الشعب” بعد فضيحة وضع صورة منتخب المغرب في صدر الصفحة الأولى ليومية “الشعب” الحكومية باعتباره منتخب الخضر.
وزاد من حقد وغلّ جنرالات الحركى بثكنة بن عكنون ، تأهل كلّ من “العدو الكلاسيكي” المتمثل في منتخب أشبال المملكة المغربية الشريفة، ومنتخب “الديكة” المتمثل في المستعمر الفرنسي الذي أنكر وجود تاريخ بلد اسمه الجزائر وأُمة جزائرية وذاكرة قيل عنها أنها جزائرية، بل أقر بأنه هذا البلد “الهكهوكي” صنعته فرنسا الاستعمارية بمرسوم وما كان له أن يكون إلا مقاطعة فرنسية.
وجاء بيان لوزارة الاتصال الجزائرية، أمس الخميس 30 يونيو 2022 ، أنه تمّ إعفاء “مصطفى هميسي” من مهامه كمدير عام جريدة “الشعب” الجزائرية الحكومية لارتكابه “خطأ فادحا” وعين جمال لعلامي خلفا له على رأس الجريدة والذي كان يشغل منصب مدير عام الجريدة اليومية العمومية “المساء”.
وليس “مصطفى هميسي” المدير عام السابق لجريدة “الشعب” الحكومية أول ولا آخر ضحية غضب ونزوة ومزاج النظام العسكري الجزائري إزاء بروز اسم أو صورة أو إشارة أو كلمة لإنجازات المملكة المغربية الشريفة، بل سبق أن أدّت مديرة التسويق في شركة الخطوط الجوية الجزائرية “نهلة بن بلقاسم” الثمن غاليا لقصاصة إشهارية للترويج السياحي لمدينة تلمسان تتضمن الإشارة إلى بعض الخصائص التي تتميز “بآثارها التاريخية المغربية الإسبانية ، ولمستها الأندلسية ، بلقب لؤلؤة المغرب العربي”.
ومباشرة بعد نشر القصاصة تسبب في موجة من الهيجان والغضب العارم في أوساط جنرالات ثكنة بن عكنون وكهنة معبد قصر المرادية بالعاصمة الجزائرية عامة الجزائريين الحاقدين على حضارة وتراث المملكة المغربية الشريفة، سارعت الخطوط الجوية الجزائرية، الثلاثاء 19 أبريل 2022، إلى التضحية بمديرة التسويق في الشركة نهلة بن بلقاسم، وإنهاء مهامها بالإضافة إلى إنهاء عقد الوكالة المكلفة بالاتصال، معتبرة ذلك “خطأ جسيم”.
وجاء في المنشور الذي من المفروض أنه يروج للسياحة الى الجزائر، اعتبار مدينة تلمسان ووصفها بأنها تزخر بالآثار “الإسبانية-المغربية” وطابعها الاندلسي، كما أنها “مدينة الفن والتاريخ” الملقبة بـ “لؤلؤة المغرب العربي”، الأمر الذي أدخل الجزائر في حالة هيستيرية غير مفهومة معتبرين مضمون القصاصة الاشهارية “تجاهل واضح لـ”جزائرية” هذه المدينة وكأنها تقع خارج التراب الوطني تماما”.
وكان هذا المنشور، قد أسال الكثير من الحبر وخلق جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا مما حمله في طياته من ربط لمدينة تلمسان بالمغرب واسبانيا في وقت تشهد الجزائر علاقات متوترة على وجه الخصوص مع هذين البلدين.
كما تم أيضا، إنهاء العقد الذي يربط قسم التسويق في الخطوط الجوية الجزائرية، بوكالة الاتصالات “Ganfood” (شركة جزائرية تابعة لمجموعة “Havas Group”) ، والتي تعتبر مجموعة استشارية فرنسية في مجال الاتصالات.
وأقام الجزائريون الدنيا ولم يقعدوها بعد تداول القصاصة الإشهارية عبر الشبكة العنكبوتية للتواصل الاجتماعي ومنصات التراسل الفوري، وركّزوا الحديث عن شركة الطيران الوطنية الجزائرية التي كانت دائما موضوع الجزائريين في الشبكات الاجتماعية خاصة حول أسعار تذاكرها أو خدماتها الرديئة أو فضائحها على متن الطائرة، واعتبروا “الخطأ الذي ارتكبته في إحدى منشوراتها” فادحا لا يغتفر.
الجوية الجزائرية وبهدف الترويج السياحي لمدينة “تلمسان” التي كانت مهجورة من طرف السياح بسبب الوباء التاجي، منذ مارس 2020 ، قدمت وصفًا إشهاريا ترويجيا للمدينة الواقعة في غرب الجزائر، بصورة وتعليق جاءت فيه :”” تفتخر مدينة تلمسان، مدينة الفن والتاريخ بماضيها الغني والمتنوع، بآثارها التاريخية المغربية الإسبانية ، ولمستها الأندلسية ، بلقب لؤلؤة المغرب العربي “.
الجزائريون الغاضبون الحانقون الساخطون اعتبروا ذِكْر هذه الحقيقة التاريخية “خطأ” خاصة وأن العلاقات التي تقيمها الجزائر مع هذين البلدين متوترة، لا سيما مع المغرب، وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ الصيف الماضي ومُنعت الطائرات المغربية من التحليق فوق الجزائر.