أحمد الرمضاني
كل العارفين بشؤون فريق المولودية الوجدية لكرة القدم، عن كثب، كانوا يدركون جيدا أن مقام محمد هوار، على رأس الفريق لن يعمر أكثر من ولاية واحدة، خصوصا لما لم يترك ربان السفينة الخضراء أي فرصة أو لقاء منذ موسمه الأول على رأس الفريق، يمر دون التأكيد على معاناة الفريق على المستوى المادي، بترديد عبارات من قبيل “مستقبل الفريق في خطر” و “المولودية تعاني في صمت” و ” للصبر حدود”، وعناوين اخرى مختلفة ومتعددة لأزمة واحدة…
هذا الموسم بلغ السيل الزبى.. و اشتد الخناق على سندباد الشرق ..ففي الوقت الذي عبر محبو الفريق عن رضاهم عن نتائج الفريق خلال الثلث الأول من بطولة موسم 2021-2022، مقارنة مع الموسم الماضي الذي سلم و غنم الفريق فيه في أن واحد بأعجوبة … إذا بالأنصار يتلقون الصدمات تلو اللكمات… أبرزها عزم هوار التنحي عن كرسي الرئاسة، ودخول اللاعبين في إضراب مفتوح عن التداريب، والأسباب معروفة عند الجميع…
بالرغم من تباين مواقف محبي المولودية، وانتقاداتهم ذات اليمين و ذات الشمال… فهم حائرون يفكرون يستاءلون عن أي مصير ينتظر فريقهم المحبوب و المغبون ؟؟؟
الكل كان ينتظر ما يسفر عنه اللقاء الذي جمع مؤخرا رئيس المولودية بوالي الجهة الشرقية… لكن لا جديد يطمئن القلوب… اللقاء كان فرصة للرئيس لشرح الوضعية المالية للمسؤول الأول عن تدبير شؤون مدينة وجدة… معبرا عن عدم قدرته على الاستمرار في منصب الرئاسة، مع تأكيده على دعم الفريق تحت قيادة أي رئيس يخلفه في منصبه، بما استطاع إلى ذلك سبيلا … والي الجهة تفهم الوضعية، ووعد بربط اتصالاته ومشاوراته مع أطراف متعددة في مواقع مختلفة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه…
لن نناقش قرار الرئيس، و لن نبحث عن العلبة السوداء لتحديد مسؤوليات الوضع الراهن، فالحديث يطول، والعوامل هي ذاتية و موضوعية.. والوضعية الحالية في حاجة إلى علاج عاجل…
هل نكون متفائلين إلى حين انعقاد الجمع العام للفريق يوم 29 من الشهر الجاري، وانتظار بزوغ أمل جديد ؟؟؟ وإن كانت كل المؤشرات تذهب في اتجاه توقف مشوار هوار مع الفريق، و إسناد مهمة تدبير شؤون الفريق للجنة مؤقتة، و هذا ما لا يرضي المحبين…
إذا كان من المفروض القول أن هناك أخطاء ارتكبت في التدبير المالي للفريق، على مستوى الصفقات من انتدابات و تسريح اللاعبين، و باقي النفقات فمن الإنصاف أيضا، ان نقول إن هوار تحمل مسؤولية الفريق في ظرف صعب، و أعاد المولودية إلى قسم الأضواء، و حفظ لها مكانتها الطبيعية ضمن حظيرة الكبار، للموسم الرابع تواليا، في ظل غياب دعم كاف من الجهات المسؤولة محليا…
باختصار المولودية حاليا تعيش في نفق مظلم …فمن سيتجرأ على تسلم مقود قيادة فريق مثقل بالديون… ومطالب النفقات مهمة هذا الموسم، ومهدد بتكاليف مهمة، في حال خسارة الفريق رهانه التحكيمي مع المدرب السابق عبد السلام وادو…
فواقع الحال يفرض تظافر جهود الجميع، حتى تعبر المولودية هذا النفق بسلام وبأقل الأضرار، على أمل تطوع ربان جديد، يكون أكثر حكمة وحكامة في تدبير الأمور، معززا بطاقم بشري ذي قيمة مضافة للفريق… حتى لا نقول ” إذا أسندت مهمة قيادة المولودية إلى غير أهلها فانتظر الهاوية”…
المولودية الوجدية ليست مجرد فريق يلعب كرة القدم… المولودية فريق مرجعي بحمولة تاريخية… المولودية مكون رياضي و ثقافي و اقتصادي ورياضي للعاصمة الشرقية … المولودية صورة مشرقة للمدينة الألفية… المولودية تراث وطني…. هذا يكفي… فياليت أهلها ومسؤولوها يعلمون فيبادرون ولا يتجاهلون… وصبر جميل أيها الأنصار و المحبون…..