أحمد الرمضاني
عدد كبير من المتتبعين الرياضيين، سواء من عشاق الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي لكرة القدم، أو غيرهم من المنحدرين من مدينة وجدة، وباقي مدن وقرى الجهة الشرقية، وداخل الوطن وخارجه، لم يكتشفوا نجم فريق ” ليزمو” هذا الموسم جلال “نائب الرئيس”، صاحب مقولة “أنا لبريم خاطيني” سوى عن بعد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحين ذاعت شهرته عبر هذه الوسائط الإعلامية في الآفاق، حتى بات جلال أشهر من نار على علم… فمن يكون إذن جلال؟ ولماذا وكيف التحق بفريق ”ليزمو”؟
اسمه الكامل جلال مزيان، من ذوي الاحتياجات الخاصة، من مواليد سنة 1980 بمدينة وجدة، متزوج وبدون أطفال، ويقطن بجهة “رحى الطبول”.. ويعد مصطفى مباركي أحد نجوم فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي سنوات عقد الثمانينيات صديقه الحميم، منذ كان عمره 16 سنة، وهو من استقدمه إلى الفريق منذ حوالي عشر سنوات، وفتح له المجال حينها لحضور تداريب ومباريات فتيان وشبان ”ليزمو”، لما كان ـ أي مباركي مدربا لهذه الفئات ـ بل و سمح له أحيانا بالمشاركة في الحصص التدريبية … علاقة جلال بصديقه العزيز مباركي لم تنحصر فقط داخل أسوار الملاعب، بل تعدته قبل ذلك إلى المقاهي، التي كان يرتادها، وهناك توسعت دائرة معارفه وأصدقائه، لتشمل عددا من الرياضيين وقدماء اللاعبين من قبيل احميدة بلحيوان ومحمد دريسي وسعيد معتوكي، والثلاثي علي صادق وعبد المالك بنهاري (الرايس) وحيمي المقري رحمهم الله، وبنعيسى السكيني وعبد الحكيم الوجدي وإبراهيم الزهواني وماني ومحمد التيجيني، وغيرهم كثير.
خلال هذا الموسم الرياضي لفت جلال مزيان الأنظار، وصار اسمه مرتبطا بفريق “البيضا والكحلا”، واستطاع ببرائته وبتدخلاته العفوية، وهو يحفز لاعبي الفريق الوجدي على تحقيق الانتصار، أن يستقطب أنصارا جددا للفريق، وهو ما عبر عنه الكثير من المعلقين على تدخلاته من جميع المناطق المغربية، عبر موقع “يوتوب” …
ومن العبارات الطريفة التي اشتهر بها جلال وباتت يرددها القاصي والداني، والتي كان يجيب بها على طلبات وأسئلة بعض لاعبي الفريق “المستفزة” التي تهم قيمة المنحة أو موعد الأجرة الشهرية، فعن الأولى يجيب “أنا لبريم خاطيني، أنا غي نائب الرئيس”، وعن الثانية يقول: “منين تهدروا لي على الصالير راسي يبقى يطبخ..”. أما لما يكون في مزاج هادئ فيطمئن اللاعبين بالقول “يكون الخير..”.
طريقة تحفيز جلال للاعبيه غريبة ومثيرة، فتارة يصف المباراة المقبلة لفريقه بـ: “عندكم ماتش واعر..”، لكن بعدها مباشرة يتدارك بقوله: “الفرقة لي غادي تلعبولها ماعندها والو..”. فهو لا يرضى عن الفوز بديلا، ويحذر دائما المتهاونين في الملعب: “ممنوع الهدرة ممنوع التعادل… يخصنا الربحة…”.
وحينما مر فريق “ليزمو” بفترة فراغ قصيرة وغير مؤثرة ثارت ثائرة جلال، وقدم استقالته من الفريق، لكن بحسب تصريحه هو شخصيا، لما علم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع بالخبر، اتصل بمسؤولي الفريق وألح عليهم أن يبقى إلى جانب “ليزمو”، وهو ما استجاب له جلال نزولا عند رغبة المسؤول الجامعي، فضلا عن عدم قبول رئيس الفريق الوجدي عبد الله قازوز استقالة من يصفه دوما بـ “أخيه”..
للتذكير فجلال سبق له وأن دعم فريق “ليزمو” خلال موسم الصعود للقسم الوطني الثاني سنة 2012… كما سبق وأن كان من مدعمي المولودية الوجدية، خلال السنوات الأخيرة لفترة رئاسة محمد لحمامي للفريق، وطيلة فترة الرئيس خالد بن سارية، ولا شك أن صديقنا يوسف صادق أمين مال الفريق، خلال فترة ما قبل قدوم الرئيس محمد هوار على رأس سندباد الشرق، له ما يبرر هذا التحول الذي حدث لجلال، حين غير وجهته من واد الناشف نحو بودير…
هذا هو جلال مزيان محبوب الجماهير الرياضية الذي احتضنته أيادي وقلوب لاعبي ومسيري ومحبي فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي، وبادلهم من جهته حبا بحب، بل وأكثر من ذلك صار (Le porte Bonheur De L USMO)