في غمرة احتفالات الشعب المغربي بانتصار أسود الأطلس على الفريق الإسباني، ونجاحهم في بلوغ الدوري الربع نهائي، بعد مباراة قتالية استمرت لمدة 120 دقيقة أبان فيها اللاعبون المغاربة عن قتالية ومهارات عالية، وهذه أفضل نتيجة لمنتخب عربي في تاريخ المونديال، بعد بلوغ المغرب (1986)، السعودية (1994) والجزائر (2014) ثمن النهائي سابقا.
في هذه الأجواء الحماسية الطافحة بمعاني الوطنية الصادقة ، احتفلت جمعية بيكا سبور فاميلي بحدث أخر له من المكانة والأهمية الشيء الكثير في وجدان المغاربة ويتعلق الأمر بانتفاضة الدار البيضاء في 07 و 08 دجنبر 1952 .
والمغرب ثالث منتخب إفريقي يحقق إنجاز بلوغ ربع النهائي، بعد الكاميرون (1990)، السنغال (2002) وغانا (2010).
وبهذه المناسبة، نظمت جمعية بيكا سبور فاميلي، بشراكة مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة، ومديرية التأطير والتكوين بالمنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي، مائدة مستديرة حول هذا الحدث التاريخي الهام وذلك بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة حيث قدمت السيدة القيمة على الفضاء الأستاذة حميدة الجازي كلمة بهذه المناسبة ركزت على أهمية هذه الذكرى التي جسدت عمق البعد المغاربي للكفاح الذي خاضه العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال، والسيادة الوطنية والوحدة، وتضامن الشعب المغربي مع شقيقه التونسي، غداة اغتيال الزعيم النقابي المغاربي فرحات حشاد، على إثر عملية غادرة وجبانة نفذتها عصابة “اليد الحمراء ” قرب منزله بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، حيث تم حينها الإعلان عن إضراب عام يشل الحركة في كل المرافق، ويوقف العمل في شرايين الدار البيضاء برمتها كما بادرت جميع فئات الشعب المغربي لمساندة ودعم مسيرة الكفاح المشترك ، وهكذا دخلت جموع المتظاهرين في صدامات عنيفة مع قوات الاحتلال الاستعماري التي لم تتورع عن اطلاق النار على المدنيين العزل بل هاجمت حتى مواكب الجنائز في خرق سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية والشرائع السماوية.
وأضافت الأستاذة حميدة الجازي على أن هذه المحطة النضالية تعتبر دليلا على عمق وصلابة الروابط التي تجمع بين كل الشعوب التي تشترك بأواصر الدم واللغة والدين ووحدة المصير، وهو ما أكده الحاضرون بعد فتح نقاش مستفيض حول سياق هذه الذكرى ورمزيتها.
ثم تم الانتقال بعد ذلك لكلمة الأستاذة لطيفة خال “مديرة مديرية التأطير والتكوين بالمنتدى الدولي للتعاون المغربي الإفريقي، التي عبرت من خلالها عن افتخارها بشباب جمعية بيكا سبور فاميلي ورغبتها في عقد شراكات مع الجمعية التي وصفتها بالجمعية الاستثنائية في كل شيء. معتبرة أن روح الالتزام والتي يتميز بها أعضاء الجمعية جعلتهم ينجحون في الدمج بين الرياضة وروح الوطنية العالية
وقد أكد الأستاذ ياسين البقيجر رئيس جمعية بيكا سبور فاميلي، على استعداد الجمعية للانخراط في كل عمل يهدف إلى نشر الوعي بأهمية الرياضة ودورها في بناء المجتمع وهو ما يتفق والنهج العام الذي تنهجه جمعية بيكا سبور فاميلي والرامي إلى خدمة الوطن وترسيخ قيم المواطنة الإيجابية من خلال ربط مفهوم الرياضة بالأخلاق والمواطنة وتعزيز الثقة بالنفس وهو ما أكده الكاتب العام للجمعية الأستاذ الطيب الخدادي الذي اعتبر أن جمعية “بيكا سبور فاميلي” هي عائلة واحدة هدفها الأوحد هو تكوين وتأطير أعضاء الجمعية والعمل على تسطير برامج مستقبلية تعمل على تقديم التكوين المستمر لهم في مختلف التخصصات المرتبطة بالتعليم والحث على مواصلة المسار الدراسي والتطوير في الجانب الرياضي كذلك.
واختتمت المائدة المستديرة بتأكيد القيمة على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بطنجة الأستاذة حميدة الجازي على ترحيب النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بطنجة على الاستعداد الدائم للتنظيم والمشاركة في كل ما من شأنه العمل على الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية وصيانتها وترسيخ قيم الوطنية والمواطنة ، وختاما تم الترحم على شهداء الحرية والاستقلال الذين استرخصوا دمائهم الزكية فداء للوطن ،والدعاء لصحاب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالنصر والتمكين .
كما تم والتأكيد من طرف كل المشاركين في المائدة المستديرة على الدفاع المستمر عن وحدتنا الترابية وقطع الطريق على كل المتربصين بها، في عزم أكيد على مواصلة السير قدما نحو مغرب الحداثة والديموقراطية وفق الحكامة الرشيدة، والرؤية المتبصرة التي ينهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله له النصر والتمكين .