تاوريرت: زكرياء بالحاجوج
عرفت انتخابات الثامن من شتنبر الجاري مشاركة واسعة للشباب كوكلاء للوائح الانتخابية، وكلهم أمل أن تدعمهم الساكنة للقطع مع رموز الفساد التي كثيرا ما اشتكى المواطن المحلي من سوء تسييرها للشأن العام.
مشاركة الشباب في هذه الاستحقاقات لاقت استحسان شريحة واسعة من ساكنة المدينة، هذه الشريحة التي عبرت قبل يوم الاقتراع عن دعمها المعنوي لهؤلاء الشباب الذين أغلبهم من الفئة المثقفة التي يُعول عليها لتغيير المشهد السياسي بالمدينة، مشهد كانت تطغى عليه القبلية والمال الانتخابي…
من تابع الحملة الانتخابية، سواء على أرض الواقع أو بمواقع التواصل الاجتماعي، كان سيجزم لا محالة أن أصوات غالبية الساكنة ستكون لصالح لوائح الشباب، وأن الكلمة ستكون لهؤلاء الشباب في تشكيل المجالس المنتخبة وتسيير شؤون المدينة.
بطبيعة الحال انتهى يوم الاقتراع في موعده المحدد، ومباشرة بدأت عملية فرز أصوات الناخبين لتُعلن بعدها النتائج النهائية لهذه المحطة المهمة في تاريخ هذه المدينة التي ستُحدد مصير الساكنة لعدة سنوات مقبلة.
النتائج بعد ظهورها وللأسف اتضح أنها انطبق عليها المثل الشعبي “الهدرة ما تشري خُضرة”، بمعنى أن من كانوا يعدون الشباب بدعمهم والتصويت عليهم، اتضح أن كلامهم كان فقط لإرضاء الخواطر أو قد نقول عنه نفاقا سياسيا، لأن النتائج أظهرت أن الساكنة أو غالبية الساكنة التي أدلت بأصواتها لا تريد التغيير، وأنها تعايشت مع الوجوه القديمة بمساوئها.
وما لا يعرفه الكثيرون أن مجموع الأصوات التي حصلت عليها لوائح الشباب أقل بكثير من أصوات لائحة واحدة من اللوائح التي حصلت على ثمانية مقاعد، وأنه لولا القاسم الانتخابي الذي مكن هؤلاء الشباب من الحصول على مقعد أو مقعدين لكان مصيرهم خارج حسابات تشكيل المجلس الذي سيُسير الجماعة للولاية المقبلة.
فهل بهذه النتائج يمكن أن نقول أن الساكنة أخلفت مرة أخرى موعدها مع تغيير الوجوه المسيرة التي كثيرا ما احتج البعض عليها إما لفسادها أو لفشلها في تسيير الشأن المحلي؟ وهل لنا الحق بعد انتهاء هذه الولاية التي لا زال التنافس والصراع على تشكيل مكتبها لم يتم بعد أن نلوم الشباب الذين دخلوا هذا المعترك إن لم يستطيعوا تحقيق وعودهم التي وعدوا بها خلال حملاتهم الانتخابية؟ أم نلوم أنفسنا لأننا لم ندعمهم لتكون لهم الكلمة المسموعة لإسماع صوتنا وتحقيق مطالبنا؟