عبد المجيد رشيدي
يستعد الفنان الحروفي والشاعر عز الدين جنيدي خلال الأسابيع القادمة لتقديم عمله الفني الجديد “مقامات حروفية”، وذلك بعد أعماله وتجاربه الفنية السابقة، وهو عمل إبداعي من ثمان عشرة لوحة حروفية من مختلف الأحجام، يقدم من خلالها المبدع نظرة جديدة وتصورا مغايرا عن التشكيل الحروفي بأبعاده الفنية المعاصرة.
يقول الناقد الفني الدكتور محمد البندوري بجريدة القدس العربي (عدد 27 أبريل 2021): ”إن أعمال المبدع عزالدين جنيدي في مجملها تحكمها التقنيات العالية والمؤهلات الكبيرة، ويحكمها الالتزام بالضوابط الجمالية للشكل واللون والخط للحروفية العربية، يفصح عن ذلك التركيب الحروفي المنصهر في اللون والمدجج بالأشكال المتنوعة المقيدة باللوازم الفنية المعاصرة، وهو ما يؤشر إلى أن المبدع يتجاوز المألوف ويرتقي بالتشكيل والخط والحروفية إلى أبعد الغايات الفنية”.
ويعتبر هذا العمل الفني الحروفي سابقة على مستوى تقديمه للساحة الإبداعية المغربية، إذ يجمع بين اللون والشعر والموسيقى من خلال طرح قرص مدمج صحبة “الكاطالوغ” الخاص بالمعرض الحروفي يتضمن نصوصا نثرية للشاعر مقدمة بصوته، إلى جانب صوت الدكتورة آمال محمد عامر (ليبيا)، إضافة إلى مقاطع موسيقية مصاحبة من تأليف وألحان المبدع نفسه، وهما عملان يتكاملان ومضامين اللوحات المعروضة، حيث تتقاطع الحروفية وهذين الجنسين الإبداعيين بهدف تشكيل منجز متكامل المعالم الجمالية، إذ يضيف الناقد البندوري: ”فهو يشتغل على نهج متنوع بما تطرحه تشكيلاته الفنية الرائعة من إشكاليات فلسفية وشعرية مختلفة تصب في القيم الفنية والجمالية وقيم الحرف واللون والشكل الموسيقي”.
يمكن اعتبار العمل الإبداعي الجديد للشاعر والتشكيلي عز الدين جنيدي قفزة نوعية من خلال تقديمه لـ “مقامات حروفية” وطرحها ضمن سياقات تعبيرية متجددة تتجاوز المعتاد إلى مجال حروفي معاصر أكثر حرية، مما يكشف عن بلاغة متعددة المعالم الفنية وعن موسوعية ثقافية ومعرفية وفكرية، وعن قدرة إبداعية بقدر ما أنتجته هذه التجربة ـ يضيف الدكتور البندوري ـ من جديد فني ومن حمولة جمالية ذات خصائص متفردة تظهر حجم القدرات الفنية الهائلة للمبدع، ومن تصورات ورؤى مركزية يبرهن بها على قوة هذا المسلك الفني في التشكيل العالمي المعاصر”.
جدير بالذكر، أن هذا العمل الإبداعي سيتم تقديمه بالمغرب وفرنسا وفق جدولة زمكانية سيعلن عنها في منشورات تواصلية خاصة.