عبد القادر كتــرة
استفحلت ظاهرة سرقة أمتعة وممتلكات المسافرين مستخدمي مطار الجزائر الدولي من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج والسواح والمواطنين الجزائريين والأجانب المتنقلين بين المطارات لمهمات مختلفة.
ولا يمر يوم، حسب ما تناقلته وكالة الأنباء الرسمية ومختلف وسائل الإعلام والقنوات الجزائرية والدولية، دون الإبلاغ عن حادثة جديدة، إذ بمجرد أن يجلب المسافر بعض الأشياء الثمينة، يجد نفسه في حيرة من سرقتها من قبل وكيل عديم الضمير.
واشتكى، يوم الإثنين الماضي فقط ، أب كان عائدا من الولايات المتحدة لقضاء إجازة لبضعة أيام في البلاد من أنه لم يتمكن من العثور على مجموعة من العطور ذات العلامات التجارية التي أحضرها معه كهدايا لأقاربه، وكل شيء يوحي بأنه عمل سرقة متعمد، لأن المسافر المذكور وجد أن أمتعته كانت مفتوحة وأن العطور لم تعد موجودة.
وتعرض و عدد من المسافرين على مستوى مطار هواري بومدين، لعملية سرقة للأمتعة مست هواتف نقالة ومبالغ مالية من العملة الصعبة وكذا عطور وعلب تبغ من ماركات عالمية، وهي العملية التي استوقفت مصالح الشرطة القضائية بناء على شكاوى رسمها المتضررون، حيث تم توقيف خمسة أعوان خلال الأيام القليلة المنصرمة يعملون على مستوى المطار في شركات ومناصب مختلفة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن عمليات السرقة تحدث باستمرار، حيث رغم أن أغلب المسافرين يلجؤون إلى غلق الحقائب بواسطة الأقفال الحديدية إلا أن بعض العاملين في المطار وجدوا حِيَلاً تُمكِّنهم من فتح الحقائب دون عناء ودون ترك أثر للسرقة التي لا يتفطن لها المعنيون إلا بعد فتح الحقائب عند الوصول.
وأضافت المصادر أنه وعلى إثر تفتيش عناصر الشرطة القضائية تم توقيف عونين متلبسين بسرقة مبلغ مالي من العملة الصعبة قدر بـ750 أورو وزجاجات عطر غالية الثمن، وهي العملية التي نتج عنها توقيف العونين عن العمل بالشركة التي توظفهما مع تكفل هذه الأخيرة بمتابعة القضية.
وألقت شرطة الحدود، يوم الثلاثاء 14 يونيو 2022، القبض على موظفين بمطار الجزائر العاصمة للاشتباه في قيامهما بسرقة أمتعة ضمنها حقيبة ظهر مملوكة لعضو في فريق كرة اليد الوطني للسيدات وتحتوي على مبلغ كبير من المال.
وعثرت الأجهزة الأمنية، بعد تفتيش شامل، على الأمتعة المسروقة مخبأة في أنابيب الصرف الصحي. تم القبض على المتهمين وتقديمهم للمثول الفوري أمام القاضي ، ونفى المتهمون الوقائع بشكل جماعي. لكن هذا لم يلين المدعي العام الذي طلب ثلاث سنوات سجنا للعميلين.
وسبق أن أدين عون نظافة بمطار هواري بومدين الدولي بعقوبة 18 شهرا حبسا نافذ، خلال شهر أبريل الماضي، بتهمة السرقة في المطارات، لضلوعه في سرقة محفظة يدوية تعود لمسافرة قدمت من مطار دبي بالأمارات العربية المتحدة. ليقوم بالاحتفاظ بها بمنزله لمدة 3 أيام.
وبحسب الشكوى التي تقدمت بها الضحية فإن محفظتها الضائعة، تحوي على مبلغ مالي من العملة الوطنية. والتي يقدر بـ12 ألف دج، ومبلغ من العملة الصعبة بقيمة 70 أورو وبطاقاتها الشخصية وبعض الوثائق.
وأقر النائب عن المنطقة الرابعة بالجزائر، نور الدين بلمداح، بانعدام تأمين شركة الخطوط الجوية الجزائرية، لحقائب الجزائريين المسافرين على متنها، لافتا إلى أن العمال والموظفين هم من يقومون بسرقة الأمتعة.
وقال بلمداح، في منشور على حسابه في “الفايسبوك”، إن التسيب الذي نعيشه حاليا، أعاد بقوة ظاهرة سرقة حقائب المسافرين بعدما تراجعت، إثر تشديد إجراءات مراقبة عمال حاملي الحقائب بالمطارات، مسجلا أنه قد تلقى عدة شكاوي تتعلق بهذه الظاهرة من قبل الجالية، حيث في أسبوع واحد فقط تلقى ثلاث شكاوي، أحدهم سُرقت من حقيبته هدية اشتراها لتقديمها لخطيبته في حفل زفافه بلندن وآخر من أخبره أن الذي سرقه ليس وزيرا أو واليا أو مسؤولا كبيرا بل هو “زوالي” قد نجده يهتف “كليتو البلاد يا السراقين”.
وسبق لبلمداح، أن رفع سؤالا شفويا لوزير النقل يشتكي سرقة حقائب المسافرين، وتم اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة هذه الظاهرة، حيث يقوم رجال شرطة بتفتيش يدوي عاملي حمل الحقائب من اليد إلى الأرجل.
وطلب النائب، من أفراد الجالية، بعدم السكوت عن تعرضهم للسرقة، وتقديم شكوى لدى مدير الشركة الناقلة وأخرى لدى مصالح الشرطة بالمطار، داعيا المسافرين إلى حمل الأشياء الثمينة في حقائب اليد.
وسبق أن تمّ العثور على ما يشبه مخابئ على مستوى أرضية مطار هواري بومدين الدولي خصصت لإخفاء المواد المسروقة مؤقتا والتي غالبا ما تكون خفيفة وغالية الثمن يسهل إخراجها من المطار لكن في الوقت المناسب وبعد الإفلات من الرقابة، وقد عثر خلال عملية التفتيش على هواتف محمولة ومبالغ مالية وزجاجات عطر وعلب تبغ وكلها مواد ذات قيمة مالية معتبرة.