عبد القادر كتــرة
صنفت شركة Brand Finance البريطانية،المتخصصة في تحليل قيم العلامة التجارية في تقرير مؤشر القوة الناعمة الخاص بها، مصر هي الدولة ذات القوة الناعمة الأفريقية الأكثر تأثيراً في العالم، تليها جنوب إفريقيا التي يُعزى تأثيرها الدولي “على وجه الخصوص إلى قطاعات الإعلام والاتصالات والتعليم والعلوم، فضلاً عن قطاع الأعمال”، حسب الدراسة وفي المركز الثالث المغرب بفضل جهود دبلوماسية كبيرة، وصعدت نيجيريا العملاق الأفريقي إلى المرتبة الرابعة.
وتستند الدراسة المنشورة سنويًا إلى استطلاع رأي بين سكان أكثر من 100 دولة يمثلون جميع قارات ومناطق العالم ورأي صناع القرار من الحكومات والمؤسسات الدولية والشركات والمنظمات غير الحكومية، مشيرة إلى أن الدول الأفريقية تكتسب نفوذًا، حيث أحرزت الدول الأربع الأكثر تأثيراً من القوى الناعمة في القارة تقدماً على مدار السنوات الثلاث الماضية، على الرغم من عدم دخول أي دولة أفريقية إلى قائمة أكثر 20 دولة نفوذاً في العالم حتى الآن.
موقع “ألجيري بارت بليس Algeriapart plus ” الناطق بالفرنسية، علّق بمرارة على غياب الجزائر واندحارها وطريقها إلى التراجع في معركة ثمينة للترويج لصور البلدان وسمعتها : “بلدنا يفقد تأثيره فعليًا على الساحة الدولية مقارنة بالدول الأفريقية والعربية الأخرى.“
وأشارت الدراسة إلى أن مصر هي الدولة ذات القوة الناعمة الأفريقية الأكثر تأثيراً في العالم، مع تاريخها الألفي، واستقرارها السياسي الذي استعادته على الرغم من إنشاء نظام سلطوي للغاية منذ عام 2014 ، وتأثيرها الثقافي وجذب ملايين السياح سنويًا.
ونجد في المركز الثاني، جنوب إفريقيا التي يُعزى تأثيرها الدولي “على وجه الخصوص إلى قطاعات الإعلام والاتصالات والتعليم والعلوم، فضلاً عن قطاع الأعمال”، حسب الدراسة التي أجرتها شركة Brand Finance البريطانية.
المغرب، من جانبه، تربّع على عرش المرتبة الثالثة بفضل جهود دبلوماسية كبيرة، فيما صعدت نيجيريا العملاق الأفريقي إلى المرتبة الرابعة بين الدول الأفريقية الأكثر تأثيراً في العالم بفضل تقدم قطاعي الصناعات الإبداعية والثقافية وخاصة الموسيقى والمسرح السينمائي، خاصة “صناعة السينما النيجيرية، نوليوود، المعترف بها باعتبارها ثاني أكبر منتج للأفلام في العالم، تصدر آلاف الأفلام كل عام وتروج للتراث الثقافي الأفريقي الغني حول العالم“.
الجزائر هي بالفعل من بين الدول العشر الأكثر تأثيراً في إفريقيا في العالم، وبالتالي فهي تتمتع بقوة ناعمة قوية، لكنها تجاوزتها عدة دول أفريقية وتقدمت بينما تواصل بلاد النظام العسكري الجزائري التراجع.
وعلى الصعيد العالمي، احتلت الجزائر المرتبة 75 من بين 100 دولة ، وتحتل المرتبة السابعة على المستوى القاري، حسب الموقع الجزائري “ألجيري بارت بليس Algeriapart plus “، فيما تفوقت مصر على الجزائر (الأولى في العشرة الأوائل الأفريقية و 31 على مستوى العالم) والمغرب (المركز الثالث في المراكز العشرة الأولى في أفريقيا والمرتبة 46 على مستوى العالم) وحتى رواندا الصغيرة التي وصلت إلى المرتبة السابعة في إفريقيا بفضل حملتها الوطنية “قم بزيارة رواندا” “، وشراكتها مع “باريس سان جيرمان“ والاتصالات العامة الخاضعة للرقابة ، مما يحول هذا البلد الأفريقي الصغير الذي دمرته الإبادة الجماعية في عام 1994 إلى بلد مُغرٍ وودود.
البلدان الأفريقية الأخرى في هذه المراكز العشرة الأولى هي جنوب إفريقيا (المرتبة الثانية في المراكز العشرة الأولى والرابعة والثلاثين على مستوى العالم)، ونيجيريا (المرتبة الرابعة في المراكز العشرة الأولى في إفريقيا ، والمرتبة 69 على مستوى العالم) ، وموريشيوس (المرتبة الخامسة في المراكز العشرة الأولى في إفريقيا و 71 على مستوى العالم)، ورواندا ( المركز السادس في المراكز العشرة الأولى في إفريقيا والمرتبة 74 في العالم) ، وغانا (المركز التاسع في قائمة العشرة الأوائل في إفريقيا والمرتبة 86 في العالم) ومدغشقر (المركز العاشر في المراكز العشرة الأولى في إفريقيا والثالث في العالم).
للتذكير ، يمكن تعريف مفهوم القوة الناعمة الذي ابتكره الأمريكي “جوزيف ناي“، على أنه “قدرة الدولة على التأثير وتوجيه العلاقات الدولية لصالحها من خلال مجموعة من الوسائل، بخلاف القوة العسكرية أو أي ضغط آخر“، وأصبحت الفكرة واحدة من الأدوات الرئيسية لقياس تأثير الدول، لدرجة أن المفهومين مرتبطان أحيانًا.
وتطورت هذه الظاهرة بشكل خاص في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مع ظهور الوكالات المخصصة للتسويق الإقليمي وزيادة الميزانيات المخصصة لهذه الحملات من قبل الجماعات المحلية.