بقلم: سعيد ودغيري حسني
تأسست مدينة وجدة في عام 994 ميلادي على يد القائد زيري بن عطية المغراوي، وهي تعتبر واحدة من أبرز المدن المغربية ذات التاريخ العريق والموقع الاستراتيجي المميز.
شهدت المدينة عبر العصور تحولات كبيرة، حيث كانت مركزًا تجاريًا وثقافيًا ذا أهمية خاصة نظرًا لموقعها الحدودي الذي جعلها محط أنظار العديد من القوى المختلفة.
مرت مدينة وجدة بتجارب تاريخية متعددة أبرزها خلال فترة الاستعمار الفرنسي، حيث كانت ملاذًا للمجاهدين الجزائريين الذين وجدوا فيها دعمًا ومساندة في نضالهم ضد الاستعمار، كما تعرضت المدينة للاحتلال الفرنسي في مراحل متعددة بدءًا من عام 1844 ثم في 1859، وصولًا إلى عام 1907، واستمر الاحتلال حتى استقلال المغرب.
رغم هذه التحديات العديدة، حافظت وجدة على هويتها الثقافية والتراثية، مما جعلها واحدة من أبرز المدن المغربية التي تتمتع بمكانة تاريخية مرموقة فيما يخص المستقبل.
تسعى مدينة وجدة إلى تعزيز مكانتها كمركز اقتصادي وثقافي في منطقة الشرق المغربي، وهي تشهد حاليًا مشاريع تنموية تهدف إلى تعزيز بنيتها التحتية، وجذب الاستثمارات، وفتح آفاق جديدة في مختلف المجالات، كما تركز المدينة على تطوير قطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات الاقتصاد الرقمي والصناعات المستدامة التي تعد محركات مهمة لمستقبلها الاقتصادي.
وتعمل ولاية جهة الشرق على تحسين جودة الحياة، من خلال تطوير السياحة الثقافية والتراثية، ودعم الشباب في مجالات الابتكار، والعمل في القطاعات المستقبلية، وهي المبادرات التي جستسهم في تحويل المدينة إلى مدينة حديثة ومتطورة، مع الحفاظ على تراثها الثقافي العريق بهذا الشكل.
تواصل مدينة وجدة رحلة النمو والتطور متطلعة إلى مستقبل مشرق يعكس تطلعات سكانها وطموحاتهم.
