فضيحة أخرى من العيار الثقيل تنضاف إلى سجِّل فضائح النظام العسكري الجزائري تتمثل في شراء جائزة أفضل تصميم معماري لجامع “بوتفليقة” بالعاصمة الجزائرية، حسب مجلة “جون أفريك”، حيث قامت أبواق الإعلام النظام المكتوبة والمسموعة والمرئية ومختلف القنوات الإعلامية بالترويج للخبر والتطبيل لهذا “الفوز” العظيم غير المستحق والنصر الوهمي الخادع.
وجاء في الجريدة الناطقة باسم جنرالات ثكنة بن عكنون أن: ” جامع الجزائر فاز بجائزة أمريكية لأفضل تصميم معماري لعام 2021 مقدمة من قبل متحف شيكاغو للهندسة المعمارية والمركز الأوروبي للفنون المعمارية.”
وأضافت أن “جوائز العمارة الدولية لعام 2021 التي يقدمها متحف شيكاغو أثينيوم للهندسة المعمارية والتصميم والمركز الأوروبي للهندسة والمركز الأوروبي للتصميم تُعدُّ أقدم جوائز العمارة العالمية وأكثرها شهرة في العالم لأفضل المباني الجديدة ومشاريع التخطيط الحضري في العالم. ويتم تقديم الجوائز الدولية للتميز التي تأسست سنة 2005 إلى مجموعة متنوعة من المباني ومشاريع التخطيط عبر مختلف دول العالم.“
ولإضفاء مصداقية على هذا النصر الوهمي والفوز الحُلْم بشهادة مشتراة وجائزة مؤدى عنها من متحف مغمور لا يُعتد بشهاداته وجوائزه التي يبيعها لمن أراد أن يزكِّي منتوجه، زادت :” تم اختيار المباني ومشاريع التخطيط الحضري هذا العام من 35 دولة وهي: الجزائر ، النمسا، أستراليا، أذربيجان ، البرازيل، بلجيكا، كندا، الصين، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، اليونان، ألمانيا، هونغ كونغ ، إندونيسيا ، إيطاليا، اليابان، المكسيك وهولندا والنرويج والبرتغال وقطر وروسيا وسنغافورة وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا وتايوان وتايلاند والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأوروغواي وفيتنام”.
و وأضافت بافتخار “اختارت لجنة تحكيم الجوائز “Super” لعام 2021 المؤلفة من كبار المهندسين المعماريين والمصممين والنقاد أكثر من 130 مشروعًا فائزًا.”
وحتى تمنح قيمة أكثر لهذا “الفوز المبين”، نقلت وكالة الإخبار الجزائرية الخبر قبل توزيعه، عن سفارة واشنطن لدى الجزائر التي وصلها الخبر عن طريق الإعلام وقدمت تهنئة وذبك من باب المجاملة والمعاملة اللائقة بين البلدان :” الأحد 21 نوفمبر، قالت سفارة واشنطن لدى الجزائر في منشور لها على صفحتها الرسمية عبر فيسبوك: “تهانينا الخالصة للجزائر لاختيار مسجد الجزائر الأعظم كواحد من أفضل التصاميم المعمارية الدولية لعام 2021 الذي توج بالجائزة السنوية من قبل متحف شيكاغو أثينيوم للهندسة المعمارية والتصميم والمركز الأوروبي لتصميم الفنون المعمارية.
وذكرت السفارة في بيانها “أنجز تصميم المسجد الأعظم من طرف شركة الهندسة المعمارية يورغن إينجل أرشيتيكتن المتواجدة بألمانيا”.
كما هنأت السفارة الفرنسية، الاثنين 22 نونبر، “الجزائر باختيار جامع الجزائر ضمن أفضل التصاميم المعمارية الدولية لعام 2021 من قبل متحف شيكاغو أثينيوم للهندسة المعمارية والتصميم والمركز الأوروبي للهندسة.“
وجاء ذلك في منشور للسفارة على صفحتها بموقع “فيسبوك”: تهانينا للجزائر بعد أن افتك جامع الجزائر الجائزة السنوية لمتحف شيكاغو أثينيوم للهندسة المعمارية والتصميم والمركز الأوروبي للهندسة المعمارية والتصميم والمناطق الحضرية.
خبر الجائزة الممنوحة لهذا الجامع الذي لم يتحدث عنه أحد من حيث الجمالية والمعمار الفريد والزخرفة، إلا من حيث الكبر وعلو مأذنته الغريبة ( 265م وهي الأكبر على الإطلاق عالمياً، وتؤدي أيضاً وظيفة المنارة للسفن)، وهو الجامع الذي أقامه الرئيس الراحل المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة والذي التهم ملايير الدولارات، في محاولة لمنافسة المغرب وتقليد تحفة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء الذي يعد آية في المعمار المغربي وصرحا إسلاميا يستضيف سنويا ملايين الزوار من السائحين الأجانب والمغاربة، ( خبر الجائزة) دفع عددا من الصحافيين الاستقصائيين إلى البحث عن حقيقة الأمر.
مجلة “جون أفريك” العالمية نشرت مقالا يوم 23 نونبر 2021، تحت عنوان “ إف بي آي، اختلاس، شهادة زور … ارتباك حول الجائزة الممنوحة للجامع الكبير بالجزائر العاصمة”، أوضحت فيه تلاعب النظام العسكري الجزائري بمشاعر الشعب الجزائري وإهدائه الأوهام والأحلام والخُدع ، بشراء جوائز لا قيمة لها دوليا ولا أحد يعترف بها.
وجاء في المقال إن التمثيلية الأمريكية في الجزائر هنأت الجزائريين لفوز الجامع الكبير بالعاصمة بجائزة أفضل التصاميم المعمارية ، لكن المشكل أن المهندس الذي يقف وراء هذه الجائزة شخصية مثيرة للجدل. وتساءلت سفارة الولايات المتحدة هل قامت بالترويج للمهندس المعماري المحكوم بالسجن من طرف المحكمة الفدرالية بشيكاغو بتهم الحنث باليمين والاحتيال والاختلاس.
وأصاف المقال “متحف شيكاغو أثينيوم للهندسة المعمارية والتصميم، مجرد متحف خاص صغير أسس سنة 1988 من طرف “متحف شيكاغو أثينيوم هو متحف خاص صغير تأسس في عام 1988 من قبل كريستيان ناركيفيتش-لايني”.
وزاد صاحب المقال أن الخبر تم تداوله على نطاق واسع عبر وسائل إعلام دولية، وكتب: “بمجرد بث الخبر، انتشر على نطاق واسع عبر المواقع ووسائل الإعلام الجزائرية وكذلك على شبكات التواصل الاجتماعي، ضجة هذا الاعتراف اشتغلت بشكل جيد، خاصة وأن السفارة الأمريكية هي التي أعلنت ذلك وروجته.“
واسترسل الكاتب في النبش حول الجائزة، بطرح الأسئلة التالية: “ما هو متحف شيكاغو أثينيوم هذا؟ من يقف وراء هذا المتحف وما هي قيمة هذه الجائزة حقًا؟”.
وأنجز تصميم المسجد الأعظم من طرف شركة الهندسة المعمارية “يورغن إينجل أرشيتيكتن” الموجودة بألمانيا، حيث انطلقت أشغال بنائه عام 2012، ولم يكتمل إلا في سنة 2020، ويتسع لأكثر من 120 ألف مصل، ويضم 3 طوابق تحت الأرض مساحتها 180 ألف متر مربع، ومئذنة المسجد يصل ارتفاعها إلى 265م وهي الأكبر على الإطلاق عالمياً، وتؤدي أيضاً وظيفة المنارة للسفن.
ويضم أيضا مدرسة لتعليم القرآن ومكتبة ومتحفا للفن والتاريخ الإسلامي، وهو مركز أبحاث حول تاريخ الجزائر، وقاعة للمؤتمرات وحدائق.
أحد المدونين الجزائريين علق على الخبر: “كنت متأكدا أن هناك شيئا غير طبيعي واعتراف خارج المنطق. هذه البناية بشعة لتمثل مسجدا، وضخامته تزيد في بشاعتهاـ يضاف إليها انعدام مناخ للعبادة بالنسبة للمؤمن”. ثم أضاف :”أموال الشعب الجزائري ، وأتحدث عن المبلغ من الدولارات الذي تم بها رشا المتحف الافتراضي وخداع الشعب الجزائري”.