تحت شعار: “الارتقاء بصورة الشاعر المغربي المعاصر”، جرَت مؤخرا أشغالُ المؤتمر العام لبيت الشعر في المغرب، بقاعة ابّا حنيني بالرباط، حيث خصَّص المؤتمرُ الشطر الأول من مداولاته لمناقشة الورقة الثقافية، التي ثمّن مضامينَها داعيًا إلى إدخال بعض التعديلات عليها قصد اعتمادها لتُصبحَ إحدى الوثائق الموجّهة لعمل بيت الشعر في المغرب في أفقٍ يروم إسماع صوت الشاعر المغربي و الارتقاء بصورته في المجتمع و الحياة.
أمّا الشطر الثاني من أشغال المؤتمر، فقد تمّ تخصيصُه لمناقشة التقريرين الأدبي والمالي، اللذين صادق عليهما بالإجماع. فبخصوص التقرير الأدبي، أشاد المؤتمر بالحصيلة الإيجابية لعمل بيت الشعر في المغرب خلال الولاية السابقة والتي اتّسمت بانتظامية الممارسة الثقافية كمنح جائزة الأركانة العالمية للشعر، وصدور مجلة “البيت” والمنشورات التي رُوعيَ فيه مواصلةُ الإصغاء لمنجز القصيدة المغربية الحديثة بمُختلف أجيالها وتجاربها ولغاتها، والعناية بالدراسات الرصينة في نقد الشعر و ترجمته.
وقف المؤتمر عند الأثر الذي خلّفه انعقادُ عددٍ من الأماسي الشعرية لإضاءة حيوية الشعر المغربي وديناميته و استمراريته في استثارة الجسد والروح والمتخيّل. كما ثمّن الدور الهام الذي لعبته النّدوات التي أضاءت القرابة التي يُقيمها الشعر مع عدد من المعارف و الفنون كندوة “الشعر و التربية” و “الشعر و السينما” و”شعر الهايكو”، عِلاوة على اعتماد برامج ثقافية جديدة مثل “أنا والشعر”و” في الغرفة المضيئة”، والاحتفال بالذكرى العاشرة لوفاة الشاعر محمود درويش بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير.
على المستوى المؤسساتي، ثمّن المؤتمر الشراكات التي ربطها بيت الشعر في المغرب مع عددٍ من المؤسسات، في طليعتها وزارة الشباب و الثقافة و التواصل، ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع و التدبير، و مع بعض الكليات والمعاهد العليا والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ومع طيف واسع من الهيئات الثقافية و التربوية و الفنية و الإعلامية، خاصة برسم احتفالات 21 مارس من كل سنة، ما أسهم في توسيع رقعة رواج الشعر المغربي وتعزيز حضوره خلال هذه المناسبة التي كان لمؤسستنا فضل دعوة اليونيسكو إلى إقرارها.
وبخصُوص التقرير المالي، دعا المؤتمر إلى ضرورة الترافع لدى الجهات الحكومية المسؤولة، وخاصة وزارة الشباب والثقافة والتواصل من أجل الرفع من منحتها لفائدة بيت الشعر في المغرب، و دعوتها إلى الوفاء بوعْدها بتوفير مقرٍّ له بمدينة الرباط يليقُ بمكانته الثقافية وطنيا وعربيا و دوليا، مع ضرورة بذل مجهود ذاتي لتنويع مصادر التمويل وتعزيز البحث عن مصادر أخرى لدعم البرنامج الثقافي في نطاق استقلالية بيت الشعر في المغرب وحرية اختياراته وتوجهاته الفكرية والثقافية.
في اختتام أشغاله، انتخب المؤتمر هيئة تنفيذية جديدة لبيت الشعر في المغرب، تتكوّن من مراد القادري رئيسا، وحسن نجمي، نجيب خداري، رشيد المومني، خالد بلقاسم، نبيل منصر، عبد السلام المساوي، لطيفة المسكيني، نسيمة الراوي، حسن مخافي، منير السرحاني، فؤاد شردودي، نور الدين الزويتني، وجمال أماش.
جدير بالذكر أن الشاعر مراد القادري، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب المغربي الحديث (2012)، يُعتبر من أبرز الأصوات في القصيدة العاميّة المغربية الحديثة. صدرت له العناوين التالية “حروف الكف” (1995)، “غزيل البنات” (2005)، “طير الله” (2007)، “طرامواي” (2015 )، “ومخبّي تحت لساني ريحة الموت”(2021). علاوة على كتاب نقدي موسوم ب “جمالية الكتابة في القصيدة الزجلية المغربية الحديثة، الممارسة النصية عند الشاعر أحمد لمسيح” ( 2012 ). وهو إلى جانب ذلك باحثٌ في مجال السياسات والإدارة الثقافية، وعضو الجمعية العمومية لمؤسسة “المورد الثقافي” و منتدى الجوائز العربية.