أكد الأستاذ الباحث في الحكامة والذكاء الاقتصادي، نور الدين القدوري، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأمة بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش المجيد شكل دعوة صريحة للجزائر لفتح الحدود المشتركة واستحضار الحكمة والمصلحة المشتركة بين البلدين.
وأوضح القدوري، وهو أيضا عضو مجموعة البحث في الحكامة الترابية والتنمية المستدامة بجامعة عبد المالك السعدي، أن استمرار إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يفوت فرصة لتعزيز الروابط الاقتصادية و الرفع من حجم المبادلات التجارية وتنقل الأشخاص وكذا الرساميل بين الدول المغاربية.
وتابع أن دعوة جلالة الملك لفتح الحدود بين البلدين “تحمل رسالة ضمنية ستستفيد منها الجزائر كما ستستفيد من الديناميكية الاقتصادية التي تشهدها منطقة الصحراء، خصوصا مع تنظيم معبر الكركرات الذي سيحتضن منطقة لوجيستيكية موجهة لإفريقيا”.
وأكد الباحث أن الخطاب الملكي السامي، الذي زاوج في الآن ذاته بين تقييم التدابير والسياسات العمومية لمواجهة وباء كوفيد -19 واستشراف التحديات المستقبلية، أبرز بجلاء النجاح الكبير الذي حققته المملكة في “معركة الحصول على لقاح كورونا”، ونجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد الوباء، وكذا الانخراط الواسع لجميع الفئات العمرية في هذه العملية.
وأبرز، في السياق ذاته، أن صناعة اللقاحات والأدوية والمواد الطبية الضرورية بالمغرب، التي تندرج ضمن برنامج التسريع الصناعي، تعد مكسبا حقيقا للصناعة الصيدلانية لتعزيز قدراتها للتصدير إلى جانب الاستجابة للطلب الداخلي أو الإفريقي، خصوصا أن القارة الإفريقية تستورد نحو 94 في المائة، من حاجياتها الدوائية.
من جهة أخرى، توقف الأكاديمي عند إشادة جلالة الملك في خطابه بمقترحات اللجنة الخاصة للنموذج التنموي، في انتظار تنزيلها من طرف الحكومة التي ستفرزها الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وذلك في إطار تعاقدي اقتصادي واجتماعي جديد.
المصدر: و م ع