عبد القادر كتــرة
“مصائب قوم عند قوم فوائد”، مثل عربي مشهور مثله مثل المثل الفرنسي “تعاسة بعض تمنح السعادة لآخرين (Le bonheur des uns fait le malheur des autres)، هذا ينطبق على مشهد في إحدى لقاءات كرة القدم النسوية، حيث استغلت لاعبات فريق سقوط حارسة المرمى للفريق الخصم بسبب إصابة في الركبة وعجزها عن متابعة الكرة، للانقضاض على الكرة وتسديدها نحو الشباك، دون رحمة ولا شفقة، وبدون روح رياضية، بل توَّجْنَ إنجازهن بالاحتفال، عناقا وتقبيلا.
وقع هذا في دوري كرة القدم للسيدات في المكسيك، خلال مباراة بين فريقي “أتلتيكو سان لويس” و”ديبورتيفو تولوكا” قبل أيام.
وقال موقع “إي إس بي إن” الرياضي (النسخة اللاتينية) إن مهاجمات “تولوكا” لم يتحلوا بالروح الرياضية، حيث استغل الفريق سقوط حارسة مرمى سان لويس مصابة على الأرض، فقاموا بتسجيل هدف في المرمى والاحتفال به.
وكانت حارسة “سان لويس ستيفاني خيمينيز” استلمت كرة من الدفاع، ولم يكن بالقرب منها أي من لاعبات الفريق الخصم، لكنها تعثرت على الأرض فأصابت ركبتها، وسقطت تاركة الكرة وعجزت عن ملاحقفتها، ولم تتأخر لاعبات “تولوكا” في استغلال الموقف لتسجيل هدف، حيث انتهت المباراة بالتعادل 2-2.
وتعرضت لاعبات “تولوكا” لانتقاد شديد من قبل معلق المباراة، ووسائل الإعلام في المكسيك وخارجها، حيث كان الإجماع على أن ما قمن به لا علاقة له بالروح الرياضية، خاصة وأن سقوط حارسة المرمى كان لوحدها وبعيدا عن أي لعب مشترك مع الفريق المنافس، وأنه في حالات كهذه يتم إخراج الكرة لإسعاف الحارسة، على الرغم أنه ليس هناك قانون يلزم لاعبات “تولوكا” بذلك، لكنه من الأعراف الرياضية التي بات كل اللاعبون واللاعبات يعرفونها، كما أكد على ذلك عدد من مسؤولي الاتحاد المحلي للكرة.
ودعت العديد من وسائل الإعلام الاتحاد المحلي إلى إجبار فريق “تولوكا” على دخول برنامج تثقيفي عن الروح الرياضية في كرة القدم.
وقامت عدد من لاعبات سان لويس بتوبيخ منافساتهن بعد الهدف. وتبين لاحقا إصابة الحارسة في تمزق بالركبة يلزمها بالعلاج لفترة تصل إلى نحو شهر. وظهرت الحارسة متأثرة بشدة خلال خروجها من الملعب ولم تتوقف عن البكاء، وسط محاولات زميلاتها بالتخفيف عنها.