عبد العزيز داودي
الأكيد، أن الكل مبتهج بتحسن الوضعية الوبائية لجائحة “كورونا” حيث أن عدد الإصابات، انخفض إلى أدنى مستوياته، مع نتيجة ذلك الطبيعية على عدد الوفيات ،يضا، وعلى نسبة ملئ أسرة الإنعاش والتي هي الأخرى لم تتعدى 3% لحدود الأن، وإذا كانت هذه النتائج مطمئنة، وتدعو إلى التفاؤل بخصوص التحكم التام في الوباء، الا ان ما يحدث في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، يدعو الى القلق، ويدق ناقوس الخطر مرة أخرى، بل ينذر بانتكاسة وبائية أخرى قد تكون أخطر من سابقتها، وقد تخلف إصابات كثيرة وأموات بالآلاف لا قدر الله، خصوصا إذا اخذنا بعين الاعتبار بطئ عملية التلقيح في الأيام الاخيرة، وعدم إقبال أزيد من خمسة ملايين مغربي/ت على أخذ الجرعة الأولى من اللقاح، وهو رقم كبير جدا، بالرغم من كون المغرب يحتل الريادة الأولى إفريقيا في عدد الملقحين، .ناهيك عن التراخي الملحوظ للمواطنين في التقيد بالإجراءات الاحترازية.
ومرة أخرى، تبقى المسؤولية ملقاة على الجميع بعدم تعريض الصحة العامة، وبعدم الرجوع إلى الإجراءات الاحترازية، وإلى نقطة الصفر، .كما وقع ويقع في العديد من البلدان الأوروبية كفرنسا وألمانيا وروسيا وهولندا وبلجيكا والنمسا، هذه الاخيرة التي لم تجد من بدا لإقناع مواطنيها بالتلقيح سوى فرض حجر صحي على غير الملقحين، وتقريبا وحدها إسبانيا التي يوجد بها عدد قليل من الإصابات بأوروبا، ويرجع الاختصاصيون ذلك إلى حملة التعقيم الواسعة في صفوف الإسبان، والتي تتجاوز 80% من الساكنة، وتزداد هذه النسبة لدى المتقدمين في السن، وقد تكون إسبانيا استخلصت الدروس من المأساة الانسانية والاجتماعية التي لحقتها جراء الموجة الأولى والثانية من فيروس كورونا، ليبقى إذن الاحتياط واجبا بالنسبة للمغرب، والتجربة علمتنا أن الوضعية الوبائية تتأثر كثيرا بما يقع في أوروبا، وأن ما يحدث في أوروبا سيطال المغرب.
يبقى فقط أن نستعد للخروج من الموجة الرابعة بأقل الخسائر الممكنة، ولم لا بصفر خسارة على الأقل في الأرواح.