تأليف المبدع ذ. الحسن مختاري
الحمائم في أقفاصها…
ألوان السماء قد لا تؤشر على السفر البعيد في زمن الخصوصيات… قد تتهاطل الأمطار الغزيرة إذا ما تم الإقلاع في الحديث في الخصوصيات والمانع خط أحمر… العموميات قد لا يعاقب عنها دستور البشرية وأغلب خطوطها قد تخضر ولا تحمر…
الذكرى الأليمة هو عندما يتذكر ليلة زواجه بالشقراء المليحة… احتفل الجمع على مقاس العرس التقليدي… عرس الكحل والحناء والسواك… الوشم على العروس وهي منحنية الرأس ليس محتشمة، إنما الانحناء أملته العادات على النساء…
يعرف هو الجلوس في الدار من العار، كما يعرف أنه قد ينزلق بثرثرته فيبوح بسره كما باح بسر غيره… لا ثم لا، أكيد سيبتلع ما أخفاه السفر لأن الشقراء قد لا تسعفه على حمل أثقال وأمتعة الرحلة الشاقة لأنها قصيرة القامة وطويلة، بل كبيرة الأنفة…
وكأنه لا يريد أن يتذكر!
عبثا حاول أن يعرف رائحة الشواء المنبعثة من أسوار الجيران… تساءل… عليه أن يتخلص من قناعته أنه عراف بأمور الناس، يتألم لأحوالهم المأساوية، يقاسمهم الأحزان ويدفن آلامها…
حان الوقت وسقطت الفرصة من الشهد ليخطب على جمهور الناس في أدب واستنكار… بدأ خطابه بالقسم… وهل أتاكم حديث القسم؟… في سخط تام تفرق الجمع… حاول هو أن يعيد لَمَّ الحلقة… لم يظهر أي جديد!
تدافعت التكهنات في رأسه اللطيف، فرضيات صحيحة أو خاطئة أثقلت كاهل تفكيره المسكين، لكنه هو يميل إلى التجميل… يحاول أن يلعب دور البطل، يتجمل بملامح البطولية وعنترتها…
المشهد ضبابي والضباب يخفي الأوجه، ذاك من الطبيعي… حتما يكتشف انتهازيته!