أحمد الرمضاني
تمكن المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم من تحقيق نتيجة الفوز، على نظيره منتخب النيجر بهدفين مقابل هدف واحد، في المباراة التي جمعته سهرة يوم الجمعة 21 مارس 2025، على أرضية الملعب الشرفي بمدينة وجدة، الموافق ل 20 رمضان 1446هجرية، برسم التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، التي ستجرى أطوارها بكل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك السنة المقبلة.
وكان النيجر سباقا للتهديف بواسطة العميد يوسف عومارو مع انطلاقة الشوط الثاني ( د 47)، قبل أن يعدل النتيجة للفريق الوطني، إسماعيل الصيباري في الدقيقة 59، و وانتظرت العناصر الوطنية حتى الدقيقة الأولى من زمن الوقت بدل الضائع، كي تحسم النتيجة لصالحها بفضل هدف بلال الخنوس.
وكانت مدينة وجدة في الموعد، وهي تنجح مجددا في احتضان مباراة أخرى للمنتخب المغربي، تنظيما وتدبيرا أمنيا ولوجيستيكيا، وحضورا جماهيريا، وتشجيعا و مساندة، وكرما وضيافة، وبالتالي كانت عند حسن ظن الجهات المسؤولة التي برمجت هذا اللقاء الدولي على أرضية المركب الرياضي بعاصمة الشرق المغربي، وفي مقدمتها مدرب أسود الأطلس وليد الركراكي، الذي كان قد عبر في وقت سابق عن ارتياحه للعب بهذه المدينة وأمام جمهورها.
ومن الأشياء المميزة والمثيرة، في هذه المباراة، هي كون الفريق الوطني، هو من حل ضيفا بعقر داره لمواجهة نظيره النيجري، الذي فضل استقبال منافسيه بالمملكة المغربية، بفعل عدم جاهزية ملاعب بلاده، ثم اللقاء التاريخي الذي جمع الناخب الوطني السابق بادو الزاكي، وهو يشرف على تدريب منتخب النيجر، بتلميذه السابق الناخب الوطني الحالي وليد الركراكي، أحد أسود ملحمة كأس أمم إفريقيا بتونس سنة 2004، فضلا عن القاسم المشترك الذي يجمع المدربين باعتبارهما مدربين سابقين لفريق الوداد البيضاوي… وإذا كان بادو الزاكي يحتفظ بذكريات لا تعد ولا تحصى بالمدينة الألفية سواء كلاعب أو مدرب، أو مع دوليي المولودية الوجدية، الذين لعبوا بجانبه في صفوف مختلف المنتخبات الوطنية، وقد أشاد بنفسه خلال الندوة الصحفية عقب مباراة السهرة الرمضانية، بجمهور مدينة وجدة الذي قال إنه متعود على حفاوة استقباله له كلما حل بهذه المدينة الحدودية، وهو على رأس الإدارة التقنية لكل الأندية التي دربها( المغرب الفاسي و الوداد البيضاوي و الكوكب المراكشي… )، ما جعل دوما يبادل جمهور وجدة كل الحب و التقدير، على حسب تعبيره، فإن وليد الركراكي قائد ملحمة مونديال قطر 2022، من جهته، يحتفظ بذكرى جميلة بوجدة، حينما حسم على أرضية ملعبها الدولي، لقب البطولة الوطنية للموسم الرياضي 2021- 2022، على رأس العارضة الفنية للوداد البيضاوي، بفضل تعادل مثير أمام سندباد الشرق بنتيجة هدفين لمثلهما.

هذا ويشار إلى أنه عقب هذه المباراة الاقصائية والمؤهلة لمونديال 2026، أقام محمد هوار ‘رئيس’ اللجنة المؤقتة لفريق المولودية الوجدية لكرة القدم، وممثل المدينة في قبة البرلمان، حفل استقبال بمقر إقامته، على شرف أعضاء من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وعدد من الضيوف.
كما يشار أيضا الى أن منتخب النيجر استغل تواجده بمدينة وجدة يوما إضافيا، قبل موعد مغادرتها صباح الأحد 23 مارس، لإجراء حصة تدريبية بملعب مركز التكوين التابع للمولودية.
عموما، فقد شكلت مباراة النيجر والمغرب، فرصة لتسليط الضوء على مدينة وجدة اعلاميا، ومن زوايا مختلفة، وفي مقدمتها المولودية الوجدية، التي تحدث عدد من المنابر عن واقع هذا الفريق الجريح، الذي لا يشرف ماضيه المشرق، في رسالة واضحة لمن يهمهم أمر هذا الفريق المرجعي، بالتدخل العاجل لإنقاذه من مصير مجهول يلوح في الأفق القريب.
