عبد القادر بوراص
“لقد بوأت مدرسة الخنساء، بفضل الله، ثم بفضل ما حباك من كريم السجايا وجميل الخصال، مكانة سامقة، من حيث نتائج تلاميذها، ومن حيث إشعاعها التربوي، فكنت بحق مديرا وموجها ومؤطرا وأبا وصديقا، وتلك خصال وسجايا راقية أسهمت في إيجاد هذا الانسجام الكبير والتلقائي بين إدارة المؤسسة وأساتذتها وجمعية أمهات وآباء التلاميذ بها، مما أوجد في الخنساء أجواء تربوية راقية، تتسم بالهدوء والطمأنينة والتفاهم والتقاسم والانشراح…”. كان هذا مقتطف من شهادة صادقة قدمها الأستاذ الجيلالي البركي، عضو اللجنة الجهوية المشتركة للتعليم الأصيل بجهة الشرق، في حق مدير مدرسة الخنساء بوجدة، الأستاذ علي الطفوري، في حفل تكريمه بمناسبة إحالته على المعاش، الذي نظمته جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بمدرسة الخنساء العمومية بوجدة، يوم السبت 26 يونيو 2021، إلى جانب إحدى الأطر العاملة بالمؤسسة، واللذين أنهيا خدمتهما بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان الشرف، ميدان التربية والتعليم.
شهادة صادقة وأخرى كثيرة انهمرت كالسيل العارم كلها ثناء ومدح إشادة لما يتميز به المحتفى به الأستاذ علي الطفوري من مكارم الأخلاق وخدمة المدرسة العمومية. وكان نصيب من هاته الشهادات المؤثرة للأستاذة المقتدرة فوزية بنسلم، المحالة على المعاش، وزميلتها الأستاذة سعيدة قدوري، التي انتقلت للعمل بالمديرية الإقليمية للتربية والتكوين بإقليم بركان.
وكانت شهادة رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ عبد العزيز جبلي، في حق الأستاذ علي الطفوري الذي يتأهب لمغادرة مؤسسته الخنساء جد مؤثرة، أجهش خلالها المتحدث بالبكاء وأبكى معه الكثير من الحضور، حيث أشار إلى أن جمعيته تطلع إلى إرساء تقليد حضاري يكون فيه الاحتفاء بأهل الفضل والعرفان بحق السابقين، واجبا لا مناص من تأديته ونهجا لابد من مواصلته وترسيخه، مضيفا بأن الجمعية، إيمانا منها بدورها المحوري في تقديم كل الخدمات الاجتماعية، ستسير على نفس المنهج مشجعة وداعمة لكل المبادرات التربوية والاجتماعية التي من شأنها الارتقاء بصورة المدرس والمدرسة المغربية عموما.
ولم يفت الناشط الجمعوي المتميز جبلي أن يشيد بالخصال الحميدة للمدير المحتفى به، منوها في الوقت ذاته بطيبوبته وحسن تعامله مع ممثلي جمعية الآباء، مما خلق كل ظروف العمل الملائمة للطاقم التربوي بالمؤسسة، وانعكس ذلك إيجابا على نتائج التلاميذ المشجعة.
ووسط أفراد أسرته، أطفأ المدير المحال على التقاعد ذ. الطفوري شموعا رصعت هامة كعكة تحمل صورته، أعقبتها عاصفة مدوية من التصفيقات والزغايد وعبارات الثناء، ليتحول الحفل إلى عرس حقيقي عريسه رَجُلٌ من طينة نادرة، حمل أسمى رسالةٍ، ألا وهي رسالةُ التربيةِ والتعليمِ التي حملها خاتِمُ الأنبياءِ والمرسلين محمد (ص)، وهي ذات العملية التي تكررت مع الأستاذتين فوزية بنمسلم وسعيد قدوري.
الحفل البهيج الذي احتضنه فضاء المؤسسة الرحب الشبيه بالحديقة الغناء بأزهارها اليانعة المتفتحة، وأشجارها المورقة الباسقة، في التزام تام بالتدابير الاحترازية والوقائية لتجنب فيروس كورونا، تخللته وصلات موسيقية راقية وأناشيد تربوية هادفة قدمتها مجموعة تلميذات المؤسسة بمهارة عالية أثارت إعجاب الحضور فصفق لها بحرارة.
ويبقى أن نقول بأن لا حد يمكنه أن ينكر ما أسداه رئيس المؤسسة الأستاذ الحاج علي الطفوري المحتفى به، من خدمات جليلة لفائدة المنظومة التعليمية، بروح المسؤولية والإيثار ونكران الذات، ولا يمكن أن تثنيه إنهاء الخدمة عن مواصلة مسيرة البذل والعطاء خدمة للصالح العام، ولا تعفيه من مواصلة تبليغ رسالته التربوية في المجتمع بما يتوفر عليه من خبرة وتجربة في التأطير والتكوين والتوعية وإبداء المشورة، وتوظيف خبراته المتراكمة لصالح هذا الوطن، خاصة أنه متشبع بكل قيم المواطنة الحقة والفضائل المثلى.
جدير بالذكر أن هذا الحفل الاستثنائي الناجح بامتياز قد عرف حضورا نوعيا وازنا، منهم ممثل كل من المديرية الإقليمية للتعليم وجدة ـ أنڭاد والسلطة المحية، رئيس فدرالية جمعيات أمهات وآباء التلاميذ بإقليم وجدة ـ أنڭاد، وعدد من أعضاء اللجنة الجهوية المشتركة للتعليم الأصيل بجهة الشرق ورؤساء المؤسسات العمومية والخصوصية وشركاء المؤسسة، وممثلي هيئة التفتيش وفعاليات جمعوية ونقابية ومجموعة من المهتمين بالحقل التعليمي، فضلا عن الطاقم التربوي وبعض الأساتذة الذين سبق لهم العمل بمدرسة الخنساء وتقاعدوا أو التحقوا للعمل بمؤسسات تعليمية أخرى، وأعضاء جمعية الأمهات والآباء بالمؤسسة.