تخليدا لليوم العالمي للمهاجر، الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة، و في إطار النسخة العاشرة من أسبوع المهاجر بالمغرب، التي أطلقتها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، نظمت جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية ASTICUDE النسخة التاسعة من المعرض البين الثقافي الإفريقي 2024، تحت شعار: “نموذج سوسيو اقتصادي أكثر ادماجا”. وقد أقيمت هذه الفعالية الاستثنائية في مدينة الناظور خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 22 دجنبر 2024، وهي فرصة لتقديم تجربة فريدة لاستكشاف التنوع الفني والثقافي للقارة الإفريقية.
وسلط هذا المعرض الضوء على المبادرات التي تجمع بين الأثر الاجتماعي والاقتصادي، والتي من شأنها أن تُعزز قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي يعد جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، ويضطلع بدور محوري في تحوّل المجتمعات المعاصرة، مما يساهم في بناء مستقبل أكثر إنصافًا واستدامة للجميع، بإشراك الفاعلين، لما لهم من ادوار حاسمة في مواجهة التحديات المعاصرة وبناء مجتمعات متضامنة ودامجة.
وعلى غرار السنوات السابقة، تهدف هذه التظاهرة، إلى خلق فضاء للحوار والتفاعل بين مختلف الثقافات، وكذا تسليط الضوء على غنى المبادرات المحلية لدول إفريقيا جنوب الصحراء. كما تهدف الى تعزيز قيم ومبادئ تركز على احتياجات الأفراد والمجتمعات، بما يخول لها التمايز عن كل النماذج الاقتصادية التقليدية، بمراهنتها على الرفاهية الجماعية.
هذا، ويحتضن المعرض سنويًا التعاونيات، العارضين/ات والجمعيات الثقافية والفنية، بموازاة أعمال فنية لفنانين مغاربة وآخرين من إفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المواهب الشابة الواعدة.
يشار، إلى أن هذا المعرض لا يقتصر على كونه منصة لعرض وبيع المنتجات فحسب، بل يعتبر بالموازاة نقطة التقاء مميزة للمهنيين من مختلف التخصصات لتبادل المعرفة والتعلم، وتقاسم الخبرات مع الجمهور العام، حول موضوعات متنوعة طوال أيام الحدث.
النسخة هذه غنية بالمعاني السامية، ومساحات التبادل التي تعكس قيم التسامح، وروح التعايش، وتقدير التنوع الثقافي، والاعتراف بالآخر، مع تسليط الضوء على ثراء الثقافة الإفريقية، وتعريف الجمهور المغربي بها.
يشار، إلى أن المعرض البين الثقافي الإفريقي أصبح فعاليةً لا غنى عنها في استكشاف ثراء الثقافة الإفريقية، واللقاء مع الأشخاص الذين يُحيونها اليوم. وتتميز نسخة هذه السنة بطابعها الإجتماعي والإدماجي، حيث تضع الإنسان والبيئة في صلب اهتماماتها.
إلى ذلك، يعتمد نجاح “المعرض البين ثقافي الإفريقي” على شراكات قوية وملتزمة، بفضل دعم وكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، وشركاء آخرين، دأبت الجمعية على اشراكها في مشاريعها و اهتماماتها، كما تحتفي التظاهرة بالغنى الثقافي الإفريقي ، باستهدافها ،كأفق، تعزيز نموذج اقتصادي مسؤول ومتضامن.
وتتيح هذه الشراكات تقديم أنشطة متنوعة وذات جودة عالية، متاحة للجميع، مما يعزز الأثر الاجتماعي للمعرض، ويشجع على تبادل المعارف وبناء الجسور بين الثقافات والأجيال، بهدف تنظيم فعالية دامجة وملهمة.