قاسم حدواتي
يعاني المشردون والأشخاص بدون مأوى، في هاته الفترة من السنة، من البرد القارس، زيادة على الظروف الصعبة التي يعيشونها، وهو ما يزيد نكأ جراحهم، ويعمق معاناتهم، ويبقى الحصول على ملاذ دافئ، أمنية صعبة المنال، ولكل مشرد قصة تختلف عن آخر، لكن قاسمهم مشترك، ومآلهم واحد، حرمان، تشرد، و بؤس…، زيادة على كل هذا، قضاء فترة مناخية قاسية في العراء، فراشهم الأرض، وغطاؤهم السماء، يرتدون ملابس بالية ورثة، آملين أن تحميهم من ليالي الشتاء الباردة والطويلة، وفي غياب ما يسد الرمق ويدفىء الجسد المثقل بالهموم، ماعدا مبادرات إنسانية و إن تعددت تظل غير كافية، في غياب اعتماد مقاربة شمولية و مندمجة، تأخذ بعين الاعتبار الجوانب النفسية،الاجتماعية و الاقتصادية…، في أفق تقديم حلول جذرية، أبرزها العودة إلى المأوى الطبيعي المتمثل في حضن الأسرة أو الإيواء، مع بذل المزيد من الجهود لإعادة إدماجهم في المجتمع.
و أمام هذه الظروف القاسية، تطالب عدد من الفعاليات الجمعوية، الرجل الأول بالإقليم محمد ضرهم المعروف بأعماله الإنسانية، أن تمد أيادي المساعدة بفتح المركز الخاص بإيواء من لا مأوى لهم، للتخفيف من معاناة هاته الشريحة من المجتمع التي تتخذ من الساحات العمومية والفضاءات… مأوى لها بدلا من حضن الأسرة الدافئ، وكذا تقديم المساعدات الغذائية والصحية، من أجل إغاثتهم ومساعدتهم، مع تبني المقاربة القانونية الكفيلة بإيجاد ترسانة وإطار قانوني وتشريعي للأشخاص في هاته الوضعية، وتوفير الحماية القانونية لهم من كل أشكال الشطط والعنف والإهمال، وتحقيق هذا المبتغى رهين بإشراك كافة الفعاليات والمؤسسات ذات الصلة بالميدان، في النقاش حول هاته الفئة، مع ضرورة العمل جنبا إلى جنب، كل من موقعه وحسب اختصاصه، من أجل توفير الحماية لهم في سبيل تحقيق العدالة و التكافل الإجتماعيين، ضمن استراتيجية محلية و وطنية تعتمد بالأساس على محاربة كل مظاهر الإقصاء، التهميش، والحرمان…، وللتخفيف من معاناة الأشخاص بدون مأوى، وتحقيق الهدف المنشود.