عبد القادر كتــرة
لم يجد مدعوون أجانب لحضور ما يسمى باحتفالات ذكرى تأسيس جمهورية تندوف، حلاّ إلا الفرار من جحيم المخيمات للنجاة بأرواحهم بعد انفلات أمن خطير استعمل فيه الرصاص الحي في اشتباكات بين عناصر من مما يسمى بشرطة مرتزقة “بوليساريو” ومافيا التهريب والاتجار في المخدرات ومجموعة من الصحراويين من ساكنة مخيمات تندوف بالجزائر الجنوبية.
وبشهادة موقع إلكتروني دعائي للانفصاليين الذي أشار إلى أن هذه الأعمال العدائية والتخريبية تسببت في حالة من الخوف لدى الأجانب، المدعوون لحضور الاحتفالات المخلدة لذكرى ما يسمى بتأسيس “الدولة الصحراوية” الوهمية والتي أصبحت واقعا تسمى بجمهورية تندوف بالجزائر الجنوبية، مما جعل عناصر بوليساريو تتدخل على عجل لنقل الوفود الأجنبية من مخيمات الذل والعار إلى “تندوف” عاصمة الجزائر الجنوبية، وإحاطتهم بالحرس قبل ترحيلهم إلى مدينة الجزائر عاصمة الجزائر الشمالية وإجلائهم إلى بلدانهم…، الوضع الذي تتحول إلى أخبار ومواضيع للصحافة الأجنبية.
الاشتباكات تجددت، حسب نفس المصدر، بمخيمات تندوف بين عناصر شرطة المرتزقة والساكنة المحتجزة الذي رفضوا الامتثال لتعليمات الانفصاليين والعسكر الجزائري، حيث تعود فصول أعمال العنف هاته بالأحداث التي جرت بحر الأسبوع الذي شارك فيه “ابن بطوش” باسم الجزائر وممثلا لها رفقة وزيره في الخارجية رمطان لعمامرة، في المؤتمر الأوروبي/ الإفريقي بالعاصمة البلجيكية، ونجم عنها اختطاف ثلاثة عناصر المرتزقة المسلحين مما يسمى بالشرطة من طرف أفراد عصابة، انتقاما لعملية إطلاق سراح أحد الموقوفين المتهم بإحراق سيارة تعود ملكيتها لتجار مخدرات ينشطون بالمخيمات، ويتمتعون بحماية قادة بوليساريو.
وأفاد الموقع الالكتروني البوليساري أنه رغم تدخل مرتزقة البوليساريو المسلحين والإنزال الأمني العسكري الجزائري بالمخيمات لمنع تكرار تلك الأحداث الدموية التي خلفت ضحايا، ومنح ساكنة المخيمات الإحساس بالأمان، إلا أنهم ظلوا وجلين وخائفين بعد أن أمضوا ليلتهم يستمعون لصوت الرصاص الحي، الذي خلف حالة من الذعر بين الساكنة.
وحسب نفس المصدر، نزح عشرات الأسر من المخيمات في اتجاه مدينة تندوف عاصمة جمهورية الجزائر الجنوبية، فرارا من أعمال الشغب والأعمال العدائية الانتقامية لعناصر العصابات من ساكنة المخيمات، والعجز الواضح لعناصر بوليساريو والعسكر الجزائري أمام قوة أفراد العصابات، وتسليحهم الذي يبدو أنه يتفوق على تسليح الانفصاليين والجنود الجزائريين.
وتعود أسباب الانفلات الأمني الذي استعمل فيه الرصاص الحي إلى محاولة اختطاف مسلحي بوليساريو لأحد الأشخاص من قبيلة الركيبات لبيهات ، وأثناء محاولة توقيفه، رفض المشتبه به الامتثال لأوامرهم، مما اضطر عناصر بوليساريو لمعاملته بعنف وحشي وضربه بقسوة، والتسبب له في حالة نزيف شديدة، تطلبت نقله إلى المستشفى وتسببت في انتفاضة لأسرة المعتدى عليه ، وتحولت المشاحنات إلى فوضى كبيرة، وأطلقت عناصر بوليساريو أعيرة نارية لتفريق الغاضبين وحماية أفرادها، إلا أن تلك الطلقات زادت الطين بلة وتسببت في حال من الهلع داخل المخيم، وزادت من تأجيج الوضع وإذكاء الغضب القبلي، حيث انتفضت قبيلة الركيبات لبيهات نصرة لابنها المعتدى عليه، وتم كسر السيارات وعدد من المراكز وتخريب عدة تجهيزات.
وقد أظهرت مقاطع فيديو منتشرة على نطاق واسع، حجم الفوضى التي تعيشها المخيمات، وتفضح زيف البوليساريو في ادعاءاته حول تأمين سكان تندوف بعد استعمال الرصاص الحي وإشعال النار في صراع دامي بين السكان المحتجزين وعناصر المرتزقة.
اضطر مرتزقة البوليساريو الانفصالية، إلى الدخول في مفاوضات مع الخاطفين الذين أطلقوا سراح الرهائن من عناصر ما يسمى ب”لشرطة” ، مقابل فتح تحقيق جديد للكشف عن الهجوم الذين تعرضوا له وإحراق السيارة التابعة لهم.
من جهته أشار منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصار ب”فورستين” إلى أنه “في الوقت الذي كانت بهلوانات البوليساريو تجسد مسرحيتها ببلجيكا، كانت مخيمات تندوف تعيش على وقع انفلات أمني خطير، بعد اختطاف عناصر من الشرطة التابعة للبوليساريو عقب هجوم لمجموعات بشرية بالرصاص الحي على مقر الشرطة بمخيم السمارة، بسبب تورط الشرطة في اطلاق سراح متهمين بإحراق سيارة لأحد أقارب المجموعة المهاجمة بدائرة حوزة، المجموعة المنتقمة جزء من عصابة كبيرة من تجار المخدرات وقد عاثت في المخيم وروعت الساكنة وأشعلت النيران وأطلقت النيران ولا زالت تعتقل عناصر الشرطة.”
وأفاد أن “المخيمات شهدت استنفارا أعقبه حضور مكثف لسيارات الشرطة قادمة من المخيمات الأخرى بهدف تحرير الرهائن من الشرطة في فضيحة مدوية عكست ضعف أجهزة البوليساريو وعدم قدرتها على احتواء الاحتقانات المتكررة في المخيمات، بينما يقود ابراهيم غالي زعيم البوليساريو رحلة سياحية بتمويل جزائري خالص، لا يهمه سوى الظهور الاعلامي وتسويق نفسه كرئيس، بينما لا يستطيع إدارة حي صغير داخل المخيمات وعصابته تفشل يوما بعد يوم في ايقاف الغضب العارم بالمخيمات الذي سيقود الى نهاية حتمية لجبهة البوليساريو وقيادتها.”