أحمد الرمضاني
عن عمر يناهز 67 سنة، و بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، انتقل إلى رحمة الله، اليوم الخميس 28 أكتوبر الجاري، بمدينة وجدة، الفنان المسرحي الكبير محمد بوبقرات.
ويعد الراحل من بين أبرز نجوم الخشبة على الصعيد الوطني، ومن الجيل الذهبي لأب الفنون بالجهة الشرقية، إلى جانب كبار هذا المجال ممن اشتغل معهم و إلى جانبهم وعاصرهم، من امثال: محمد مسكين، ويحي بودلال، وعمر درويش، وكريمة بنميمون، وبنيحي عزاوي، ومحمد حفيان، والوردي، ومحمد بنقدور، والمؤلف مصطفى رمضاني، وعبد الرزاق بنعيسى، ثم الجيل الذي يليه من قبيل: محمد بنجدي، و إدريس ملحة، وحجرية عمارة، ومحمد الشركي، وحنان قروع، و عبد الحق لفطس، و شيماء بناني وغيرهم كثير…
بالإضافة إلى التمثيل، انتقل الراحل أواخر حياته، للعمل في مجال الإخراج و التأليف.
بدأ الراحل بوبقرات مشواره الفني بجمعية المسرح البلدي بوجدة، قبل أن يبزغ نجمه و يذاع صيته مع فرقة المسرح العمالي، زمن أوج وعطاء وتألق هذه الجمعية على المستويين الوطني والعربي..إذ توجت من خلال عرضها المسرحي المتميز ” صبر أيوب” للمرحوم محمد مسكين، بجائزة العمل المتكامل، بمهرجان الشباب العربي بسوريا، مطلع عقد ثمانينيات القرن الماضي.
وعلى مستوى العمل التلفزيوني تألق الراحل بوبقرات في المسلسل المغربي التاريخي ” إدريس الاكبر”، الذي لعب فيه دور البطولة، إلى جانب ممثلين وجديين ومغاربة ومصريين.. والذي صورت اغلب مشاهده بمدينة وجدة الألفية مطلع عقدالتسعينات …
و شكل فيلم ” المدونة” لمخرجه حسن بنجلون، آخر عمل تلفزيوني يشتغل فيه الفنان الوجدي قيد حياته، إلى جانب ممثلين من وجدة، والذي صورت فقراته ومشاهده بالعاصمة الشرقية، بتعاون مع جمعية “عين غزال”.
وفي اتصال هاتفي مع الممثلة الوجدية كريمة بنميمون، قدمت الأخيرة شهادة في حق زميلها السابق ورفيق دربها الفني، المرحوم محمد بوبقرات، في تصريح خصت به الموقع الإلكتروني لجريدة الحدث الشرقي ” hadath.ma” قائلة: ” لقد فقدت الساحة الفنية الوطنية فنانا ومبدعا، وصاحب صوت شجي وفصاحة لسان.. لقد جمعتني معه أعمال مسرحية عديدة أبرزها: ” صبر ايوب ” و” مملكة الشعراء” و” السيف الخشبي” وغيرها من الأعمال… كان المرحوم فنانا بمؤهلات كبيرة، لكنه لم ينصف ولم ينل حقه الفني كاملا، لقد أدى وغيره من كبار فناني الجهة الشرقية، ضريبة الموقع الجغرافي لهذه المنطقة المنكوبة و المهمشة…”
واغتنمت الفنانة والأستاذة بنميمون هذه الفرصة، للدعوة لتوطيد أواصر التضامن والتكافل والتواصل بين كل مكونات الحقل الفني بالجهة، كما دعت المسؤولين المحليين الى الالتفات إلى رموز هذا الفن، الذين وهبوا حياتهم لخدمة المجال الثقافي عموما بعاصمة الشرق المغربي، لكنهم بالمقابل عانوا ويعانون من أشكال الإقصاء والتهميش على حد قولها…
وأبت بنميمون في ختام حديثها، إلا أن تلفت انتباه الجميع إلى الوضح الصحي الصعب الذي يمر به قيدوم فناني المدينة محمد حفيان، والذي تقول إنه في حاجة إلى كل أشكال الدعم الممكنة.
يذكر أن الفنان الراحل بوبقرات شغل أستاذا لمادة اللغة العربية، وتقاعد باعدادية الوحدة منذ حوالي سبع سنوات.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه، وتعازينا الحارة لعائلته الصغيرة والكبيرة ولأسرة الفن والثقافة.
” إنا لله وإنا اليه راجعون”…