زكرياء ناجي
لا يختلف اثنان على أن الخدمات الصحية بمدينة العيون سيدي ملوك والنواحي جد متردية ، إن لم نقل شبه منعدمة، حيث لا يزال المريض أو المصاب أو السيدة المقبلة على الوضع ملزمين بالتنقل نحو المستشفيات والمصحات بالمدن المجاورة، متحملين متاعب السفر وأنين المرض، نظرا للخصاص المهول في الأطر الطبية والتمريضية، و غياب التجهيزات والأدوات والأدوية الضرورية ..
أوضاع جعلت ساكنة مدينة العيون سيدي ملوك والجماعات القروية المحيطة بها، والمقدرة بحوالي 70 ألف نسمة تئن باستمرار، فهي تئن تحت تأثير المرض أو حين الوضع، وتئن حين لا تجد من يفحصها، فيزداد أنينها حين تبحث عن وسيلة نقل إن هي وجدتها (النقل السري أو سيارة الإسعاف ) لتقطع مسافة طويلة بحثا عمن يسعفها بعد مرور وقت ليس بالهين، تئن وهي تبحث عن الدواء و العلاج بين مستشفيات مدينتي تاوريرت و وجدة … وهكذا الحال معاناة في معاناة في ظل مستشفى محلي عبارة عن بناية بدون روح و صمت الساهرين على الشأن المحلي .
الزائر للمدينة يكاد يتفاجأ كل يوم بعشرات المواطنين و المواطنات القادمين من مختلف الأحياء والقرى المجاورة، ينتظرون لساعات طويلة أمام المركز الصحي للمدينة في الحر الشديد والبرد القارس، لعلهم يحصلون على أدوية لأمراضهم المزمنة ( السكري ، الضغط الدموي، الأعصاب، الكوليسترول … )، في ظروف أقل ما يقال عنها أنها حاطة من الكرامة الإنسانية، في ظل غياب فضاء مناسب للاستقبال بالمواصفات المعمول بها .
وحسب المعطيات التي أفاد بها بعض المرضى، فإن المركز الصحي يفتقد لمجموعة من الأدوية الضرورية من قبيل ( ADO لمرضى السكري ، و Ramipril لمرضى الضغط الدموي، و Repakin500 لمرضى الأعصاب و غيرها … )، مضيفين أن وضعية أغلب المرضى مزرية، خصوصا أن معظمهم من الفئات الاجتماعية الهشة والمعوزة غير القادرة عن اقتناء الأدوية من صيدليات المدينة، ما يجعل أزمتهم تتضاعف كل يوم.
وشدد المتحدثون، نساء ورجالا، على أن أجسادهم تتآكل يوميا، و أن معاناتهم مع هذه الأمراض المزمنة والخطيرة تتفاقم يوما تلو آخر في ظل غياب الأدوية بشكل متواصل، مطالبين بالتحرك العاجل لإنقاذهم وتفهم وضعيتهم الاجتماعية الهشة، متسائلين بنوع من الحسرة .. أين شعار: “الصحة للجميع” ؟؟ط وأين هم الساهرون على الشأن المحلي الذين ألفوا مشاهدة معاناتنا يوميا من أمام المركز الصحي، و لم يحركوا ساكنا ؟.