الطيب الشكري
يحتفل الشعب المغربي اليوم بذكرى عيد العرش في ظرفية يتزايد فيها السعار الجزائري لكل ما هو مغربي، حتى وإن كان تراثا يأخذ أبعادا تصعيدية خطيرة وغير مسبوقة، ذكرى تستلزم المزيد من الوحدة لمواجهة خصوم المغرب، سواء في الداخل أو الخارج، ذكرى نجدد فيها البيعة لجلالة الملك حفظه الله، نقول فيها وبأعلى الصوت أن الملك والشعب كجسد واحد في الفرح وفي الحزن وفي المرض، ومخطىء اليوم من يعتقد غير هذا.
نستعيد ونحن نحيي الذكرى 23 لتربع جلالة الملك عرش أسلافه الميامين، ملامح بطولية من تاريخ المغرب، كان فيها أبناء الشعب المغربي إلى جانب الملك في كل المعارك التي خضناها، سواء في مواجهة الإستعمار الفرنسي والإسباني، أو في مواجهة خصوم وحدتنا الترابية الذين لازالوا على نهجهم العدائي اتجاه المغرب والمغاربة وبأساليب قذرة متجردة من كل ما هو إسلامي وعربي، وكذلك في مواجهة التحديات التي ربحنا رهانها ولو جزئيا بفضل حكمة وتبصر جلالة الملك، وفي تناغم كامل وتام من الشعب المغربي الذي سطر ملاحم في ردع كل من سولت له نفسه التطاول على رمز البلاد، وعلى وحدة تراب الوطن، فمغاربة اليوم هم امتداد فطري لمغاربة الأمس الذين كانوا إلى جانب الملك في كل ما يتعلق بالوطن، على الرغم من اختلافهم في الأمور السياسية لكن عندما كان الأمر يتعلق بالوطن وبتراب الوطن، فالكل في صف المواجهة إلى جانب الملك.
فرباط البيعة الذي يربط الشعب بالملك منذ عقود من زمن مغربي متميز يتجدد كل سنة ويزداد ارتباطا وتماسكا، وذكرى عيد العرش واحدة من الأعياد الوطنية التي يتجسد فيها عهد الوفاء للملك وللوطن ويأكد بما لا يدع للشك مجالا متانة وصلابة وقوة إرتباط الشعب المغربي بملكه وبالعرش العلوي، ويعطي رسالة واضحة لكل العدميين ممن يسطفون إلى جانب أعداء الوطن، سواء في الداخل أو الخارج، أن الوطن ووحدته الترابية خط أحمر وأن علاقة الشعب بملكه لن تتزعزع قيد أنملة ستتكسر عليها كل المؤتمرات التي تستهدف المغرب وتقوي شوكة المغاربة ضد كل الأطماع الخارجية وبخاصة الجزائرية التي تعمل من أجل زعزعة استقرار المغرب عبر استمرارها في دعم كيان مصطنع وفرت له الحماية السياسية والديبلوماسية والمالية، وتعمل بكل قوتها على معاكسة حق المغرب والمغاربة في جزء من ترابه المقدس، وهي تعلم جيدا أن رهانها على شرذمة من المرتزقة رهان خاسر، ورغم ذلك تستمر في مخططها الاستعدائي الذي لن تجني منه سوى الفشل وخيبات الأمل، ومزيدا من العزلة الديبلوماسية.
هي ذكرى الوفاء، ذكرى تجديد العهد على أن نبقى كما كان آبائنا وأجدادنا إلى جانب الوطن ومن أجل الوطن، مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن، وإلى جانب الملك في كل القرارات والمبادرات التي يتخذها، فالترابط بين الملك والشعب هو ملحمة كبيرة لن يجسدها إلا المغاربة .