عبد القادر كتــرة
في مشهد رهيب ومروع، قام أحد الشبان الجزائريين، الأسبوع الماضي، بسكب كمية من البنزين على جسده وأضرمن النار فيه، أمام أعين المارة والأصدقاء المشدوهين والمصدومين، عاجزين عن إطفاء ألسنة النيران التي التهمت جسد الشاب وهو يقفز وينط من شدة الآلام.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر، تداولوا مقطع فيديو للمواطن الجزائري الذي أضرم النار في جسده ، في بلدة درين بولاية الطارف شمال شرق البلاد، بعدما تمت مصادرة رخصة السياقة الخاصة به من طرف ضابط شرطة.
مقطع الفيديو الذي نشرته عدة مواقع جزائرية على شبكة التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري، لحظة قيام الشاب بعملية الانتحار حرقا على طريقة البوعزيزي التونسي الذي أشعل ثورة الياسمين، بعدما أحس بـالحكرة من طرف الشرطي، حيث صب على جسده مادة قابلة للاشتعال وأضرم النار في جسده، قبل أن يسرع عدد من المواطنين حضروا الحادث في محاولة لإنقاذه.
ووصف رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر الضحية بالبوعزيزي الجديد، مستحضرين قضية الشاب التونسي الذي ضحى بنفسه وقام بإضرام النار بجسده حتى الموت، بعدما تمت مصادرة سلعته من طرف السلطات التونسية، ليكون سببا في اندلاع ثورة الياسمين بالبلاد والتي أسقطت نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وذكَّر المشهد المؤلم بما وقع لمواطن جزائري، أبريل 2020، وسط مدينة مستغانم (400 كيلومتر غربي العاصمة الجزائر) قام بإضرام النار في جسده بعد أن صبّ كمية من البنزين عليه، وسط ذهول وصدمة المارة.
وتعود أسباب الحادث، إلى إحساس المواطن الجزائري ب”الحكرة” بعد حجز دورية للشرطة وثائق مركبة الضحية الذي كان يمارس نشاطا تجاريا بشكل غير قانوني، وعلى نحو يخترق تدابير الوقاية من فيروس كورونا في محطة لنقل المسافرين.
وإثر قيام أعوان الشرطة باتخاذ الإجراءات اللازمة، وحجز وثائق المركبة، سعى صاحبها للضغط على رجال الأمن برش نفسه بسائل سريع الاشتعال، ورغم محاولات شرطيين بالزي المدني إقناع المعني بالعدول عن الفعل، إلا أنه باغتهما وأضرم النار في جسده.
وتمكن الشرطيان اللذان كانا قريبين من سائق المركبة من التدخل بسرعة و إخماد النار، ونقله إلى المستشفى قريب بعد إصابته بحروق متفاوتة.