عبد القادر كتــرة
خلافا لما تمّ الترويج له من قبل مزبلة الإعلام الرسمية للنظام العسكري الجزائري وقنوات صرفه الصحي من أن نجمي كرة القدم الجزائرية “رابح ماجر، ولخضر بلومي، رفضا حضور حفل الجوائز المُقرر يوم 21 يوليوز الجاري لإقامته بالعاصمة المغربية الرباط”، رغم تلقيهما لدعوتين رسميتين من هيئة رئيس جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، لحضور الحفل، والحقيقة أن النجمين الجزائريين تمّ منعهما من طرف جنرالات ثكنة بن عكنون تحت التهديد بتحريك ملفات قضائية سارية المفعول وتنفيذ أحكامها.
قناة النهار الجزائرية الناطقة باسم النظام العسكري الجزائري، أشارت إلى أن رابح ماجر، ولخضر بلومي، رفضا التواجد في حفل الجوائز المقرر يوم 21 يوليوز الجاري، رغم تلقيهما لدعوتين رسميتين من رئيس “الكاف”، باتريس موتسيبي، لحضور الحفل، مشددة على أن سبب رفض الثنائي “ماجر وبلومي” حضور الحفل هو إقامته بالعاصمة المغربية الرباط.
وسيقام حفل الأفضل لهذا العام في المغرب يوم 21 يوليوز على هامش بطولة كأس الأمم الإفريقية للسيدات “المغرب 2022″، والتي تنظم حاليا وتستمر حتى 23 من الشهر الجاري.
وسيتم تحديد الفائزين من خلال أصوات قادة ومدربي الاتحادات الأعضاء ومجموعة الدراسة الفنية التابعة لـ”الكاف” والصحفيين المختارين وأساطير كرة القدم الإفريقية، علما أن الفترة المأخوذة في الاعتبار هي من شتنبر 2021 إلى يونيو2022.
موقف جنرالات العسكر الجزائري الخبيث والدنيء نابع من صدره المملوء بالحقد والغل والحسد وجوفه الأسود المصاب بالأوجاع والمغص والإسهال كلّما زادت المملكة المغربية نجاحا وتفوقا مقابل إخفاقاتهم ونكساتهم وصدماتهم وانهيار نظامهم.
هواجس ومخاوف وهلوسات النظام العسكري الشنقريحي من زيارة نجمي كرة القدم العالمية واطلاعهم على تقدم المغرب وتطوره ونموه مقابل تخلف الجزائر وركودها وانهيارها، من أسباب اتخاذ قرار المنع قد تخوفات لجوئهما إلى المغرب أو رحيلهما النهائي إلى أوروبا، كما فعل العديد من الأطر العلمية والطبية والسياسية، ولم يبق في الجزائر إلا “الشياتة” خدام أوكار الجنرالات وماسحو أحديتهم.
السعيد شنقريحة رئيس الأركان الجزائرية المهووس بالمغرب هدد النجمين الجزائريين، إن هما قبلا الدعوة، وابتزازهما بتحريك ملفات قضائية سارية للاعبين واعتقالهما وتنفيذ الأحكام في حقّهما وأكثر، وحمايتهما إن هما رفضا الحضور، الوضع الذي جعلهما يرضخان للأمر الواقع بكرة مرارة وحزن ويأس.
وسبق ان أدانت محكمة الجنح بسيدي امحمد الخميس، اللاعب الدولي السابق رابح ماجر وشريكه (م.ابراهيم ) بـ 6 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة قدرها 100 ألف دينار جزائري عن جنحة التصريح الكاذب وبرائتهما من باقي الجنح وهي النصب وجنحة التزوير واستعمال المزور وانتحال الصفة.
كما أصدرت المحكمة حكما يقضي بإلزامهما أن يدفعا للطرف المدني وهي الوكالة الوطنية للاشهار مبلغ 500 ألف دينار جزائري عن كافة الاضرار .
وفي 2 يونيو 2022، التمس وكيل الجمهورية بمحكمة الجنح بسيدي امحمد بالجزائر العاصمة، عقوبة 18 شهرا حبسا نافذا بحق اللاعب الدولي السابق رابح ماجر في قضية الاستفادة من “الريع الاشهاري”، على أن يصدر الحكم يوم 9 يونيو الماضي.
ويتابع اللاعب السابق رفقة شريك له بتهم ملفقة تتعلق بالنصب والاحتيال وانتحال صفة والإقرار الكاذب والتزوير واستعمال المزور.
أما النجم الدولي السابق لخضر بلومي فهناك أمر دولي بالقبض عليه من طرف الأنتربول في قضية لم يكن له يد فيها، حسب تصريحه، وعجزت فيها كل الطرق التفاوضية مع العدالة المصرية حتى تحرّك المدير العام للأمن الوطني علي تونسي.
وتعود قضية لخضر بلومي مع العدالة المصرية الى تاريخ 1 7نونبر من عام 1989 حين التقى المنتخب الوطني الجزائري بنظيره المصري برسم مباراة العودة من الدور الأخير لإقصائيات كأس العالم التي جرت رحاها في السنة الموالية بإيطاليا.
وبالنظر الى الأجواء المشحونة التي جرت فيها المباراة بين المنتخبين والتي كانت مصيرية لكلا المنتخبين، حسب اللاعب لخضر بلومي ، استعمل المصريون كل الوسائل حتى الممنوعة منها ليخسر المنتخب الجزائري المباراة وبالتالي يكسب الفريق المصري تأهله الى الأدوار النهائية لكأس العالم.
بلومي وبالرغم من مرور حوالي 17 سنة من ذلك اللقاء، ذاكرته لم تنس ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم، ففي صبيحة يوم المباراة يقول بلومي لجأ الكثير من المصريين الى التأثير عليهم من خلال قدومهم الى الفندق الذي كنا نقيم فيه، وقد طلب منا المدرب أنداك عبد الحميد كرمالي بعدم الدخول في لعبة المصريين، وهو ما زاد من لهيب هؤلاء الأنصار، حيث اعترضوا سبيلهم في الطريق المؤدي الى ملعب ناصر بالقاهرة، لدرجة ان البعض راح يشتمهم ويسبهم والبعض الآخر راح يقصفنا بقارورات المياه، وكل شيء كان مرتبا، كون الأمن المصري لم يوفر لهم أدنى حماية أمنية كما تقتضيه ظروف مثل هذه المباريات الكبيرة والمصيرية.
وصرح بلومي قائلا: “تفاجأنا في صبيحة اليوم الموالي من المباراة باستدعاء من الأمن المصري للمثول امامه، وبعد استفساري عن السبب قيل لي انك قمت بفقء عين احد الأطباء المصريين الذي كان يقيم بالفندق، تعجبت من التهمة التي وجهت لي، وبما انني بريء من هذه التهمة توجهت رفقة رئيس البعثة ومدرب حراس المرمى الى مقر الأمن، حيث تم الاستماع الى أقوالي، وقد وجهت لي تهمة الاعتداء على طبيب مصري وفقأ احدى عينيه، ورغم انني اقسمت لهم ان لا علاقة لي بالذي حدث، أصر وكيل الأمن المصري على التهمة التي وجهت لي وقرر حبسي وعدم السماح لي بالعودة الى الجزائر الى غاية محاكمتي.”
وسبق أن اعتذر أسطورة الكرة الجزائرية لخضر بلومي قبول دعوة الكاف لحضور حفل افتتاح كأس إفريقيا، مرجعا السبب إلى حادثة 1989 والطبيب المصري أحمد عبد المنعم الذي أتهمه بفقء عينه، وبعد مرور 32 سنة عن هذه الحادثة أكد خريج مدرسة غالي معسكر أنه بريء منها براءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام، وقال في حوار مع جريدة جزائري: “إنه رفض حضور الحفل لأنه لا يثق في السلطات المصرية”.