تأليف المبدع ذ. الحسن مختاري
في ليلة العيد… إذ هو يتهيأ للطقوس العيدية، بدلة الصلاة بيضاء تحمل عطرا مستوردا من خارج الديار يقال أنه صالح للأعياد والمناسبات الكبيرة، وتزيد رائحته كلما انتشرت أشعة الشمس على قماش البدلة، فهل ستشرق الشمس صباح العيد ويتباهى هو بمسكه عندئذ تجتمع الشرائح الاجتماعية من أهل أو أقرباء أو أصدقاء أو حتى غرباء لا يهم لأنه يوم عيد؟ أم أن ماركة العطر ستتولى عن قيمتها لأن الحديث سيقتصر فقط عن الكبش وملوحته ومشاويه مادام العيد عيد الأضحى؟
الساعة الحائطية بوصلة زمان الدار معطلة بسبب الإهمال… قد يستأنس بمنبه الهاتف الذكي التي تشير ساعته الرقمية إلى منتصف الليل… بدأ الموعد يقترب والسيد ما زال يدخل إلى المطبخ ويخرج منه، إنه يتصارع مع فعل شهوة العشاء… يريد هذا وهذا… فيحتار في ماذا سيكفيه من الجوع، لكنه سرعان ما يترك كل مفردات الشهوة لأنه سيصبح العيد…
الشمعة التي كانت تضيء المكان هي الآن تعيش سكرات الإطفاء فستعم كحلة الظلام لأن التيار الكهربائي انقطع رحمة بالفواتير المتراكمة غير المستخلصة.
إنه ليس في حاجة للإنارة لأنه سينام…!
تبريكات وتهاني العيد دخلت كل البيوت… العون في مراسيم الذبح… نقرات الموس على الموس يتعمدها كل من يباشر عملية السلخ يرسل من خلالها أنه أصبح رجلا ويمكن له أن يشارك في مرسوم القرار… عشيقته بنت خالته هي الأخرى ترسل غمزات عينها اليسرى كأنها تقول له بل أنت أجدر للزواج…
نقرات الموس على الموس أيقظت المشاعر والأحاسيس في جماعة العيد فتقرر في العيد فرحتان: فرحة العيد وفرحة الزواج والتوالد ثم توسعة رقعة العائلة…
هو نام ولم يستيقظ إلا بعد انتهاء فرحة العيد لأنه بقي وحيدا!