د. سليمة فريندي
وحدتي مقدسة لا تعتمد على وجود أو غياب الناس، بل على العكس أنا أفضل العزلة على الاختلاط بالناس…
إن الناس بلاء الناس، جمعهم كثير لكن من تسر به قليل. شرهم قريب، وخيرهم عند الاختبار بعيد.
أكره من يسرق مني وحدتي دون أن يقدم لي في المقابل رفقة حقيقية. فأن تظفر بلحظة دعة مع الذات، وتقبل على النفس تستكمل فضائلها، خير بكثير من أن تركن إلى خليل مؤذ، أوصديق منافق، أورفيق ثقيل.
أن تكون وحيدا أفضل بكثير من أن تفرض نفسك على أحد، أو تفرض أحدا عليك. أن تكون وحيدا خير من أن تركن إلى الذين ظلموا فتمسك النار.
إن الوحدة فرصة ترمم فيها الندوب، وتراجع فيها الحسابات، وتغنم براحة البال، فتعيش سالما..
إنما النفس كالزجاجة في شفافيتها ظاهرها مثل باطنها؛ إذا أشرقت فإنك حي، وإذا أظلمت فإنك ميت. ونفوس الناس تحتاج دوما إلى التهذيب لترقى والسقيا لترتوي، وحملها على ما يزينها.
كما أن الثقة بالنفس تجعلك تقود الآخرين وتلهمهم الثقة، وتستقبل النجاح كما تستقبل الفشل سواء بسواء، وتتعامل مع نتائج قراراتك دون خوف أو ريبة أو حسرة، فتكون إنسانا قادرا على القومة والنهوض من جديد، بعد كل سقطة لبناء ما قد تهدم، وتستأنف الحياة، وتجرب أن تكرر المحاولات، وتلغي لا أقدر، لا أعرف، لا يمكن، مستحيل.