عبدالقادر كتــرة
تلقى النظام العسكري الجزائري صدمة قوية بعد استبعاد سيف الإسلام القذافي من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، وقبلت ملفات ترشح رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، في حين أكد المدعي العام العسكري إدراج حفتر في قائمة المطلوبين.
وكان النظام العسكري الجزائري يأمل قبول ترشح سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس المخلوع والمقتول الكولنيل معمر القذافي معمر الذي كان يعد أحد حلفائه الأقوياء والمدعمين لأطروحة مرتزقة “بوليساريو” الانفصالية وعرابها، حيث كان يرى فيه صورة الزعيم الليبي العسكري الديكتاتوري المستبد العدو للمملكة المغربية الشريفة.
وبقدر ما كان يرى فيه الحليف والداعم للنظام العسكري في الجزائر والعدو للمغرب على سير نهج والده المغتال في أحد أنابيب الواد الحار بعد أن اختبأ فيه خلال هروبه من شعبه الثائر عليه، صُدم لقبول مفوضية الانتخابات، ترشح المشير خليفة حفتر (القائد السابق للجيش الوطني الليبي) مُرعب جنرالات ثكنة بن عكنون الذين يتعبرونه العدو اللدود والمهدد لنظامه العسكر حيث سبق أن توعدهم بتلقينهم درسا حين تجرأ رئيسهم عبدالمجيد تبون وفكر في التدخل العسكري في ليبيا.
واستبعدت المفوضية ملف ترشح سيد الإسلام القذافي ضمن مجموعة من ملفات المترشحين لعدم توفر شروط الترشح لدى الأسماء التي وردت في القائمة المستبعدة، وذلك بعد انتهاء عملية التحقق من أهليتهم بناء على إفادات جهات التخصص، وهي النائب العام ورئيس جهاز المباحث الجنائية ورئيس مصلحة الجوازات والجنسية.
وذكرت المفوضية أن سيف الإسلام القذافي استبعد لعدم انطباق إحدى مواد قانون الانتخاب الرئاسية عليه، والتي تنص على ألا يكون محكوماً عليه نهائيا في جناية أو جريمة مخلّة بالشرف أو الأمانة، حيث سبق أن صدر في حقه حكم نهائي من القضاء الليبي في العام 2015 بإعدامه، إثر إدانته بارتكاب جرائم حرب خلال قمع نظام والده معمر القذافي للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في العام 2011 مطالبة برحيل النظام.
كما سبق أن دعا “جيفري ديلورينتيس” نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة- حكومة الوحدة الوطنية الليبية إلى اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتأمين اعتقال وتسليم سيف الإسلام القذافي وبقية المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية. وشدد المسؤول الأميركي على ضرورة عدم السماح لمرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب بمواصلة ممارسة الانتهاكات.
وقضى سيف الإسلام السنوات العشر الماضية في بلدة الزنتان الجبلية حيث أخذه محتجزوه عقب القبض عليه خلال محاولته الفرار من ليبيا أثناء الانتفاضة، وكان في حكم المؤكد أنه سيُعتقل لو ذهب إلى طرابلس.
وخرج سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل معمر القذافي عن صمته بعد يوم واحد من قرار استبعاده من سباق الانتخابات الرئاسية الليبية، ووجه سيف الإسلام رسالة مقتضبة على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيها “لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا“.
وأضاف “إخواني وأخواتي لا تهنوا ولا تحزنوا… إن الله معنا .. علينا جميعا الاستمرار في عملية استلام البطاقات الانتخابية وبقوة“.
وعشية الموعد النهائي لتقديم الترشيحات، تقدم حتى الآن حوالي 50 شخصًا للانتخابات الرئاسية المزمعة في 24 دجنبر الحلي ، لكن العديد من المدن تطالب بالفعل بمقاطعة هذه الانتخابات.
وتقول “ماري فرديي” في تقرير لها بصحيفة “لاكروا” (La Croix) الفرنسية حول هذا الموضوع إن ما تشهده ليبيا مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية في ليبيا هو سباق محموم بين عشرات الشخصيات من شرق وغرب البلاد، من بينهم شخصيات خلافية إلى حد كبير.
ففي الشرق، تقدم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي قاد حتى وقت قريب ما يسمى بـ”الجيش الوطني الليبي” وشن الحرب ضد طرابلس أبريل 2019 إلى يونيو 2020)، بطلب للحصول على الترشيح، وهذا أيضا هو الحال بالنسبة لعقيلة صالح، المؤيد التاريخي لحفتر والذي كان يرأس حتى وقت قريب، البرلمان في طبرق.
أما في الغرب فتقدم رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة بملف ترشحه وهو ما فعله كذلك وزير الداخلية السابق القوي فتحي علي باشاغا، كما قدم سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ملف ترشحه هو الآخر رغم أنه مطلوب من طرف المحكمة الجنائية الدولية.
ويأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات في إنهاء صراع مسلح عانى منه البلد الغني بالنفط؛ فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت قوات اللواء المتقاعد حفتر لسنوات حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.