عبد القادر كتــرة
“جنون العظمة أو جنون الارتياب (Paranoia)، مرض ينطوي على مشاعر وأفكار غالبًا ما تنتج عن القلق، أو الخوف، أو الاضطهاد، أو التهديد، أو التآمر، أو الاضطرابات النفسية، أو الاضطرابات الذهانية.
ويمكن أن تتحول هذه المشاعر إلى أوهام، أو معتقدات غير عقلانية ترسخ في ذهن المريض لدرجة أن لا شيء حتى مع وجود أدلة قطعية يمكن أن يقنعه بأن ما يشعر به غير صحيح.
لا شك أن الجميع يتكر بسخرية واستهزاء وتنمر ما اعتاد على ترديده، كذبا وبهتانا ونفاقا واختلاقا وتلفيقا، بمناسبة أو بدونها، الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ورئيس أركانه رئيسه الفعلي السعيد شنقريحة، شعار الضعف والاستسلام، من أن الجزائر “القوة الضاربة الأولى والأقوى والأسرع والأحسن والأحق والأغنى والأذكى والأثقف والأعلم والأبدع والأبرع والأمهر و…و…
لا شكّ أن العالم يتذكر ما يُحسن ترديده هذا الرئيس البئيس من أن : “الجزائر لها أحسن منظومة صحية في فريقيا والوحيدة في العالم التي تنجز تحليلات على الموتى، وهي الدولة الوحيدة القادرة على تنظيم كأسين اثنين للعالم في كرة القدم، ولها أقوى جيش في العالم ترعب به أعتى الجيوش وأكبر ترسانة للسلاح من كلّ الأنواع برية وبحرية وجوية رغم الأعطاب التي تصيبها، وهي مكّة المناضلين والمقهورين والمحتجزين والمضطهدين والمستعمرين من جميع أنحاء العالم رغم مئات الحِراكيين النشطاء والصحافيين والمحامين والقضاة الذين يقبعون في السجون، الجزائر لها الحق في التدخل في سيادة الدول لكن لا حقّ للدول في التحدث عن سيادتها لأنها الدولة العظمى، وإذا ذُكر اسمها يخرون رُكّعاً سُجَّدا على حدّ تعبير الرئيس الجزائري المعين عبدالمجيد تبون و…و..”.
لم أجد، بالمناسبة، شهادة أحسن من شهادة أحد الصحفيين الجزائريين النزهاء الجريئين من قول الحقّ قبل رحيله وهو على فراش الموت ولم تشفع له كفاءته في مشواره المهني، وعاش المعاناة مع مرضه وعلاجه وضعف المنظومة الصحية مثله مثل عامة الشعب الجزائري، في المستشفيات الجزائرية رغم أنه أصيب بداء المالاريا بالكاميرون وهو يمارس عمله لنقل مجريات مشاركة المنتخب الوطني الجزائري في منافسات البطولة الإفريقية “كان 2021″، شهادة نشرها على صفحته الفيسبوكية ، قبل رحيله إلى دار البقاء:
“السكانير في الجزائر من المستحيلات السبع.. حقك البسيط كمواطن يحرمونك منه ويبعثوك لموعد من عشرة أيام إلى ثلاثة أشهر دون رحمة ولا شفقة.. رغم حاجتي المستعجلة لسكانير ورغم أنني صحفي تعرض للملاريا في مهمة عمل مع المنتخب الوطني لكن دون جدوى.. واحد ما سامع بيك.. حتى وأنت معروف لكن المعريفة أقوى مني ومنك.. المعاملة السيئة حدث ولا حرج من المدخل كل شيء ممنوع عليك.. الممرضة تحسب نفسها طبيبة تترفع على المرضى.. الطبيبة كأنها بروفيسور.. متى يصبح الجميع في خدمتك؟
للأسف يصبح الجميع تحت تصرفك لما تقوم بتدخلات فوقية لا لشيء إلا لأجل العلاج والحصول على حقك بسكانير استعجالي لصعوبة التنفس كحق بسيط (المفروض لا تحتاج التدخل).. وسرعان ما يجدون لك مكان لركن السيارة وموعد كنت ستتنظر ثلاثة أشهر يعني بعد موتك.
عموما هذا ما عشته كمواطن بسيط ولم أجد يد العون من كل الذين قصدتهم لكن الحمد لله ربي سخر لنا الرجال.. صدقوني العالم داخل المستشفيات غريب ومختلف.. الناس تعاني وتعاني ولكن للأمانة هناك بعض عمال القطاع طيبون و يحاولون المساعدة قدر المستطاع.
أصبحت أشعر بأنني عبء على أفراد عائلتي وعلى زملائي في العمل لأنني تعبت كثيرا وأصبحت غير قادر على تلبية واجباتي على أكمل وجه رغم أنهم صابرين معايا لكن صدقوني المرض غير حياتي منذ رحلة الكامرون المشؤومة.. أنا لست بركاوي السابق النشيط والأكول والبشوش..ووو أنا شخص مريض دائما بالحمى ومرهق وأطلب فقط دعواتكم.. وأستغل الفرصة لشكر زملائي وأصدقائي وأقاربي الذين استفسروا عني.. مع السلامة والسماح بيناتنا.” توقيع حمزة بركاوي.
أحد زملائه عقّب بقوله :” اليوم حمزة بركاوي وغدا ممكن أنا وبعد غد ممكن أنت.. من يقف مع الصحفي المريض وفي مهمة عمل مع المنتخب والمسكين يعالج بمفرده ولا أحد يسانده ولو معنويا..
الصحفيون كلنا معنيون وكذا المسؤولون لدعم زميلنا ولو معنويا على الأقل. فبركاوي لا يطلب المال رغم أن راتب الصحفي بالكاد يكفيه في الشهر العادي فما أدراك بالمرض والسكانير والتحاليل.. نريد موقف موحد.
ربي معاك صديقي والناس لازم تعرف أن عندما نكونو في مهمة عمل في أدغال إفريقيا ماهيش ساهلة و ماناش نروحو نحوسو..”.
وانتقل إلى رحمة الله الصحفي حمزة بركاوي من قناة “الشروق نيوز”، صبيحة اليوم الأربعاء 11 يناير 2023، عن عمر ناهز 36 سنة ، بعد مرض عضال، حسبما علم من أقاربه، وشُيعت جنازته عشية نفس اليوم بمقبرة الرغاية بعد صلاة “العصر.
وكان المرحوم قد بدأ مشواره المهني بيومية الهداف قبل الالتحاق بقناة التلفزيون التابعة لنفس الجريدة لتقديم النشرة الاخبارية وإعداد البرامج والتحقيقات. وفي سنة 2021، التحق بركاوي بالقسم الرياضي للقناة الإخبارية “الشروق نيوز”.
انتشر خبر وفاة الصحفي الجزائري المعروف حمزة بركاوي، اليوم الأربعاء 11 يناير 2023، عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر والعديد من الدول العربية، حيث نعاه العديد من الصحفيين والرياضيين العرب عبر منصات مختلفة.
ووفقاً لموقع صحيفة النهار الجزائرية فإن أسرة الإعلام الجزائري تلقت نبأ وفاة الصحفي حمزة بركاوي، الذي قضى بعض الوقت في غيبوبة قبل أن يخضع لفترة طويلة من العلاج في مستشفى باب الواد قبل أن ينتقل إلى رحمة الله اليوم.
وبحسب المصدر ذاته، فإن وفاة حمزة بركاوي كانت بسبب صراع طويل مع المرض، حيث أصيب بالملاريا خلال مهمة عمل في تغطية كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون.
وتغيب الصحفي حمزة بركاوي عن مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، حيث كانت آخر تدوينة له حدادا على عمّه محفوظ الذي انتقل لرحمة الله تعالى، في 6 دجنبر 2022.