يتنفس الشريط البحري للبحر الأبيض المتوسط الممتد بين سواحل مدينة السعيدية بشمال شرق المملكة المغربية، والسواحل الأوكسيتانية بجنوب شرق فرنسا، ما بين 29 شتنبر و7 أكتوبر 2024، أجواء استثنائية مليئة بالتشويق والمغامرة البحرية، وذلك بمناسبة سباق بحري يجمع عددا من أبرز البحارة الذين قدموا من كافة أنحاء العالم. سباق “Med Max Occitanie – Saïdia Resorts” الحدث العابر للقارات الذي تنظم نسخته الأولى هذا العام، يجعل من جهة الشرق محطة راسخة في خريطة السباقات البحرية ووجهة تحظى باهتمام المتسابقين الشغوفين بالإبحار، كما يوفر لساكنة جهة الشرق فرصة للاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها، تجمع بين العروض الاحتفالية والأنغام الموسيقية والبحر.
فقد أعطيت الانطلاقة لهذا السباق المميز يوم الأحد 29 شتنبر المنصرم، على الساعة الواحدة بعد الزوال (بالتوقيت الفرنسي)، حيث شارك فيه 25 قاربا شراعيا، والذين انطلقوا من مارينا مدينة كامارغ الفرنسية الذي يعد أكبر ميناء ترفيهي للقوارب والزوارق الشراعية في أوروبا والثاني من نوعه على مستوى العالم. وستأخذ رياح المتوسط المتقلبة قوارب المشاركين في السباق في رحلة ملحمية عبر الجزر تمتد لخمسة أيام على الأقل، بين كل من كورسيكا وسترومبولي وسردينيا وجزر البليار، على أن ترسوا في النهاية بمارينا مدينة السعيدية.
ويبحر المتنافسون في هذا السباق على مثن قوارب مصنفة إلى فئتين: صنف Class40، وهو قارب شراعي ذو هيكل أحادي يبلغ طوله حوالي 12.18 مترا، وصنف Ocean Fifty، وهو قارب شراعي متعدد الهياكل يبلغ طوله 15.24 مترا، حيث سيشاركون في تجربة تضمن لهؤلاء الربان تجربة مثيرة ومحفزة للغاية.
من المقرر أن يصل المتسابقين خط النهاية بمارينا مدينة السعيدية ابتداء من يوم الجمعة 4 أكتوبر 2024، الذي يعد توقيتا مثاليا للغاية لإضفاء أجواء من الاحتفال ومناخ من البهجة والفرح على عطلة نهاية الأسبوع بالجهة.
ومن أجل الاحتفاء بهذا الحدث الكبير، عمل المنتجع الساحلي للسعيدية على إقامة قرية مخصصة لهذه المناسبة، تمتد من يوم الخميس 3 أكتوبر إلى غاية يوم الاثنين 7 أكتوبر، والتي تهدف إلى توفير أجواء احتفالية وترفيهية موازاة مع هذا السباق، حيث تزين أعلام كثيرة المنطقة البحرية على طولها، بالإضافة إلى تنظيم حفلات موسيقية في الهواء الطلق، بحيث تمتزج الأنغام الموسيقية الآسرة بنسيم البحر ورائحته الرائعة.
سيكون الدخول إلى هذه القرية مجانا في وجه الزوار، كما توفر فضاءات متنوعة للعب وأخرى مخصصة لعرض مختلف منتوجات الصناعة التقليدية والمنتوجات المجالية المحلية، فضلا عن استضافة وتنشيط لقاءات صحفية وإعلامية تتناول قضايا ذات صلة بموضوع التظاهرة، من أجل تلبية رغبات الأشخاص الذين لديهم شغف بالمعرفة والإلمام بالمواضيع البحرية والبيئية.
وقد صُمِّمت قرية الاستقبال خصيصا لهذه المناسبة، وتعد المشاركين والزوار بأن يعيشوا تجربة فريدة من نوعها، كما تضمن لهم فرجة ومتابعة مثيرة لهذا السباق البحري الاستثنائي.
فبالإضافة إلى أجوائه الاحتفالية وطابعه التنافسي، فإن هذا السباق البحري يحمل أيضا رسائل قوية من أجل التسامح وحسن الجوار، ويربط كذلك فرنسا والمغرب بروح من الصداقة. كما يعتبر هذا الحدث بمثابة حصيلة للتعاون المثمر الذي يجمع فاعلين من القطاعين العام والخاص من كلتا ضفتي المتوسط. هذه الروح هي التي وفرت لجهة الشرق ونظيرتها الأوكسيتانية أرضية مشتركة من أجل التبادل واستشراف المستقبل، والتي تعززت أكثر بفضل الاجتماع الذي تم عقده يوم الجمعة 27 شتنبر 2024، والذي أصبح بمثابة علامة ومرجع للشراكات المستقبلية متعددة الأبعاد.