عبد القادر كتــرة
عاش ركاب طائرة تابعة للخطوط الجوية الإسبانية، طيلة الرحلة، من مدينة مليلة المحتلة إلى مدينة مالقة بجنوب شبه الجزيرة الإيبيرية، في حالة من الرعب والهلع والفزع، بعد أن تحوَّلت الطائرة إلى عصفور صغير تعبث به الرياح، يمينا وشمالا، رغم المجهودات الجبّارة التي بذَلها ربان الطائرة، وكادت أن تقع في البحر لولا ألطاف الله.
وتعرضت الطائرة الإسبانية التابعة لشركة “Air Nostrum”، الثلاثاء 15 مارس 2022، لحادث خطير بعد أن فقدت القدرة على التوازن والاستقرار وفقد الربان السيطرة عليها وخرجت عن الخط المرسوم لها، نتيجة الاضطرابات الجوية القوية، والتي تسببت في تطاير الامتعة والحقائب والهواتف النقالة وكلّ شيء كان بِيَد الركاب، داخل الطائرة فضاء .
وحسب تصريحات لبعض الركاب لصحيفة “El Faroالفروا “، تم تسجيل اضطرابات في بعض الرحلات بسبب الأحوال الجوية الرديئة بالمنطقة، وكان الحادث خطيرا للغاية لكن لم يُسجّل أضرارا لدى الركاب أو خسائر للطائرة، اللهم الرعب والفزع والخوف.
أحد أفراد عائلة راكب، نشر شريطا فيديو صوّر المشهد وسجل مكالمة تم تداولها كرسالة/برقية صوتية على “الواتساب” جاء فيها: ” فَقَد الطيار السيطرة على الطائرة وكان ذاهبا إلى المرحاض. استدارت الطائرة. ضربت والدتي رأسها في السقف، سقطت المضيفة. كما أنها أصابت رقبتها. هواتف الناس المحمولة تطير في الهواء. اتضح أنها كانت ريحًا لم يكن الطيار يتوقعها، وكان اضطرابًا غريبًا للغاية . الطيار لم يفهم ما يقع. كنا على وشك التحطم. الحقائب متساقطة … “.
“كنت في نفس الرحلة ، يصرح أحد الأشخاص، لم يكن ذلك اضطرابًا عاديًا ، لقد رأينا بعضنا البعض في بحر من الضوضاء القوية كما لو أن الطائرة اصطدمت، وكان من الواضح أن الطيارين لم يستطيعوا السيطرة عليها، سألت إحدى المضيفات إن سبق لهم إن عاشوا مثل هذا الموقف من قبل، أجابتني بالنفي. أصيب أحد الركاب بحالة التقيؤ وأخرج من بطنه ما شربه وأكله على الكراسي. لم يَجِدْ الطيار كلمات لطمأنة الركاب ولم يقل شيئا، ولم يهدأ إلا عندما غادر المقصورة وهو يتنهد بعد هبوط الطائرة ، ونزول الركاب”.
السلطات الإسبانية استنفرت مصالحها المستعجلة الطبية بالمستشفيات والإسعافات عبر تهييئ سيارات الإسعاف بالمطار، تحسبا لأي طارئ، وتم نقل سيدة في حالة سيئة بسبب الخوف والهلع، إلى مستشفى المدينة، بعد تلقيها الإسعافات الضرورية.
كانت الأحوال الجوية غير مواتية على مدار يوم الثلاثاء 15 مارس 2022، حيث غطت طبقة من الغبار صحراء شبه الجزيرة الإيبيرية ومليلية، مصحوبة بعاصفة سيليا، جعلت المدن في حالة تأهب بسبب الرياح القوية العاصفية للغاية وبعض الأمطار المحملة بالغبار والرمال، وحوّل النهار إلى ليل في معظم المدن الجنوبية بشبه الجزيرة الإيبيرية.
وكان سحب من الغبار الطائر تتقدم من الجنوب الشرقي ، ابتداء من يوم الاثنين الماضي، وكان أكثر كثافة، وأصبحت السماء مظلمة – ملوّنة، في كثير من الحالات، باللون البرتقالي الأحمر، مع طبقات كثيفة من الغبار كَستْ المنازل والأرصفة والسيارات.
ومن المتوقع أن تصل هذه الظاهرة، حسب الأرصاد الجوية الإسبانية، إلى أعلى مستوى لها يومه الأربعاء 16 مارس 2022 ، وتستمر إلى غاية يوم غد الخميس ، وتواصل تحركها شمالًا، لتصل إلى هولندا وحتى شمال غرب ألمانيا.